بدأت منذ الساعات الأولى من صباح اليوم عملية تبادل الأسرى ضمن الصفقة غير المسبوقة الموقعة مؤخرا بين حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' وإسرائيل لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 أسير فلسطيني. ويتم تنفيذ الصفقة التي أطلق عليها اسم ''الوفاء للأحرار'' وسط ترقب الفلسطينيين في الداخل والخارج والذين تابعوا باهتمام كبير كل تطورات عملية التبادل في وقت قررت فيه حركة حماس إرسال وفد رفيع المستوى بقيادة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل إلى مصر لاستقبال أول دفعة من الأسرى المفرج عنهم. للإشارة فإن الدفعة الأولى تضمنت الإفراج عن 450 أسير و27 أسيرة يطلق سراحهم اليوم على مستوى عدة معابر في حين تشمل الدفعة الثانية الإفراج عن 550 أسير بعد شهرين من تاريخ اليوم. وكان عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس أكد أمس انه سيتم تسليم شاليط في نفس الوقت الذي يتم فيه تسليم الأسرى. وللتوضيح أكثر أكد مسؤول حماس ان شاليط سيبقى بين أيدي حماس إلى غاية التأكد من ان الأسرى الفلسطينيين قد سلموا لمصر بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات المصري. وشرع منذ الصباح الباكر في التأكد من هويات 477 أسير فلسطيني المفرج عنهم في الدفعة الأولى التي تضمنتها الصفقة من بينهم 430 معتقلين بسجن ''كيتزيوت'' في جنوب إسرائيل و20 آخرين إضافة 27 أسيرة محتجزين بالقرب من منطقة ''نتانيا'' في تل أبيب. وتم نقل الأسرى المفرج عنهم باتجاه غزة بواسطة حافلة عبر معبر كرم سلوم الحدودي بينما يتم نقل النساء والأسرى المنحدرين إلى القدسالشرقية من قاعدة عوفر العسكرية بالقرب من رام الله بالضفة الغربية حيث تم تحويل الرجال إلى محافظة شرطة القدسالشرقية. ونقل الأسرى المفرج عنهم إلى الضفة الغربية بواسطة حافلة عبر حاجز بيتونيا بالقرب من رام الله. وتم تسليم الجندي جلعاد شاليط إلى الصليب الأحمر الدولي حيث يتواجد مسؤول مصري مهمته تبليغ إسرائيل بان شاليط حي ويتمتع بصحة جيدة. وعندما تتأكد حكومة الاحتلال بأن جنديها بصحة جيدة تفرج عن 27 امرأة أسيرة باتجاه المناطق المحددة لهن بحيث يتم إرسال 21 منهن إلى الضفة وتوجه ثلاثة أخريات إلى قطاع غزة وواحدة إلى القدسالشرقية وواحدة إلى إسرائيل بينما يتم إبعاد أسيرة أخرى إلى الأردن. ليتم بعدها نقل شاليط الى سيناء بمصر في فترة زمنية لا يجب ان تتجاوز ربع ساعة. وعندما تتأكد إسرائيل بوصول شاليط إلى مصر تسمح بالإفراج عن 450 أسير فلسطيني. بالتزامن مع ذلك ينقل شاليط إلى إسرائيل عبر معبر نتزانا الواقع على بعد 50 كلم جنوبغزة حيث يجرى له فحص طبي ويمكن له الاتصال بعائلته قبل ان ينقل بواسطة طائرة إلى قاعدة تل نوف العسكرية بالقرب من تل أبيب حيث يجرى فحوصات طبية معمقة ويلتقي بعائلته. ولأن هناك عددا من الأسرى المفرج عنهم لا يمكنهم العودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وفق ما نصت عليه الصفقة فقد كشف عزت الرشق أن هناك عددا من الدول على غرار تركيا وسوريا وقطر قد عرضت استقبالها لهؤلاء الأسرى. وقال انه سيتم التنسيق بين هذه الدول ومصر وحماس حول الإجراءات الخاصة بنقلهم.