إن الإقبال الكبير الذي تشهده مختلف المدارس الخاصة لتعليم اللغة الإنجليزية في الجزائر، شاهدٌ على الإهتمام المتزايد بإتقان هذه اللغة ببلادنا، وذلك راجع إلى عوامل عديدة أهمها انشغال الشباب بضمان مستقبل أفضل، أصبح بالنسبة لهم يمر حتما عبر تعلم اللغة العالمية الأولى. كما أن الإقبال على مثل هذه المعاهد الخاصة التي انتشرت كالفطر، يعود كذلك إلى التأخر في تعلم لغة شكسبير بالجزائر، والتي تبدأ في المستوى المتوسط وليس الإبتدائي. ويسعى المجلس الثقافي البريطاني ضمن برامجه إلى دعم تعلّم الإنجليزية، وفي هذا الاطار، أطلق منذ أيام برنامجا جديدا تحت عنوان ''كيدز ريد'' أي ''الأطفال يقرؤون''، وهوموجه لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويهدف إلى تشجيع مطالعة الكتب بالإنجليزية لتلاميذ المدارس الحكومية. وحسب بيان للمجلس، فإن ''بنك أش أس بي سي'' الشرق الأوسط والشركات التابعة له سيتولى الرعاية الحصرية لهذه المبادرة، لمنح الكثير من الأطفال كافة الفرص الممكنة وتشجيعهم على القراءة منذ الصغر، وذلك من خلال جعلها سهلة وممتعة، إلى جانب توفير الكتب والقصص الجاذبة للأطفال والمعدة خصيصاً لهذه المبادرة. ويهدف المجلس، من خلال العمل مع وزارات التربية والتعليم، إلى تنمية مهارات أكثر من 25 ألف طفل في 12 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا على مدى العام الدراسي الحالي، ويشتمل البرنامج على أنشطة مدرسية متنوعة، إلى جانب أنشطة اجتماعية عامة. وفي الجزائر، انطلق البرنامج يوم الخميس الماضي في متوسطة ''الإخوة عبد السلامي'' بالقبة، ومن المنتظر أن يشمل تسع متوسطات أخرى بالجزائر العاصمة في مرحلة أولى تعد بمثابة ''التجربة النموذجية''، في انتظار تعميمها على متوسطات باقي ولايات الوطن. وحضر حفل انطلاق البرنامج كلّ من السيد سي احمد مدير فرعي مكلف بالتعاون في وزارة التربية الوطنية، السيدة كريستينا فيلبس المديرة الجهوية لبرامج الإنجليزية في المغرب العربي بالمجلس الثقافي البريطاني، والسيد ألِيك وِيلْيامز رئيس جمعية المكتبات المدرسية في المملكة المتحدة والخبير الدولي في رواية القصص والداعم لأدب وشعر الأطفال،الذي زار الجزائر خصيصا للإشراف على إطلاق البرنامج الجديد، فضلا عن ممثل بنك '' أش أس بي سي''. كما سجل حضور أساتذة ومفتشي اللغة الانجليزية ومديري المتوسطات المعنية بالمبادرة، ونظمت بالمناسبة ورشة تكوينية للمعلمين والمفتشين. وأعلنت وزارة التربية الوطنية عن دعمها الكامل لبرنامج ''كيدز ريد'' في سعيه لتحسين مستوى القراءة لدى تلاميذ المتوسطات، هذا بالإضافة إلى تنظيم سلسلة من ورش العمل لتدريب معلمي رواية القصص. وصرح ممثلها أن الوزارة تساند هذا البرنامج، مشيرا إلى أن الملاحظة تؤكد بأن الأطفال المحبين للقراءة أكثر نشاطاً، ويسجلون معدلات أفضل في المدرسة والجامعة. ويعبر برنامج ''كيدز ريد'' عن العلاقات الثقافية في أفضل صورها، حيث يجمع بين الخبرات البريطانية والجزائرية في تدريس اللغة الإنجليزية وتطوير مهارات اللغة بهدف تشجيع الأطفال من الجنسين على القراءة، وتحفيزهم على نشر حب المطالعة في مجتمعاتهم. وعقب إشرافه على تنظيم جلسة خاصة حول رواية الحكايات ضمن فعاليات التدشين الرسمي للبرنامج، صرح ''ألك ويليامز'' أن المجلس الثقافي البريطاني وبنك ''أتش أس بي سي'' ووزارة التربية الوطنية يبذلون جهودهم لتزخر الجزائر بأجواء تنتشر فيها ثقافة القراءة في أوساط المدارس والعائلات، معرباً عن سعادته للقيام بهذا الدور البسيط في هذه المبادرة التي وصفها ب'' الرائعة''. للإشارة، فإن معدي هذا البرنامج يشيرون إلى أن أهم أهدافه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي: أن يحصل نحو25 ألف طالب على كتب اللغة الإنجليزية وهم في مدارسهم. أن يتمكن نحو300 معلم ومدرب من استخدام القصص بفعالية في الصف من أجل تطوير مهارات اللغة الإنجليزية، وأن يتلقوا التدريب اللازم لتقييم مدى التقدم في تطور مهارات القراءة لدى الطلاب. أن يتمكن المعلمون المتدربون من نقل هذه الخبرات والمهارات لزملائهم. رفع مستوى وعي أولياء الأمور بمنافع القراءة ليتمكنوا من مساعدة أطفالهم في القراءة في المنزل بشكل أفضل. زيادة الوعي ببعض القضايا؛ كالبيئة وقيمة المال بين الأطفال والمعلمين المشاركين. ومن المنتظر أن يشارك معلمو اللغة الإنجليزية في كل مدرسة، بالإضافة إلى متطوعين من بنك HSBC في ورش عمل سينفذها مدربون متمرسون من المجلس الثقافي البريطاني، تركز على كيفية استخدام القصص في الصف. وسوف تزود هذه الورش المعلمين المشاركين بالمذكرات وأوراق العمل وبقوائم لمصادر إضافية يمكن للمعلمين استخدامها لتدريب زملائهم من غير المشاركين في المشروع في المستقبل، كما ستتوفر تسجيلات بالفيديو لهذه الورش، سيتم وضعها في مكان مخصص للعمل الجماعي كمصدر مرجعي، بحيث يتمكن المعلمون من الوصول إليها في أي وقت من أجل استرجاع المعلومات أو لتدريب زملائهم، وفي نفس الإطار، سيتم تنظيم عدة مسابقات.