بدا رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو، علي بوجمعة، متوترا من النمط التأهيلي الجديد إلى الألعاب الأولمبية المقبلة المقررة بلندن من 27 جويلية إلى 12 أوت القادمين، كونه يعقد ويصعب من مهمة المصارعين في الحصول على مقعد في أكبر تظاهرة رياضية عالمية. وقال محدثنا، في هذا الحوار، إن هيئته الفدرالية وضعت خطة عمل خاصة بالنخبة الوطنية تراعي فيها جميع التغيرات المسجلة على مستوى النظام التأهلي الجديد، وذلك حتى تتمكن من كسب الرهان المتمثل في تأهيل ثلاثة مصارعين على الأقل إلى الموعد الأولمبي. - بداية، هل يمكنكم التعريف بالأسلوب التأهيلي الجديد للموعد الأولمبي 2012 ؟ * النظام الجديد الخاص بالتأهل إلى أولمبياد لندن ,2012 يختلف كثيرا عن الطرق السابقة المؤدية إلى الدورات الأولمبية، حيث يقتضي هذا الأخير المشاركة في 26 منافسة رسمية سنويا، تبرمج في العامين اللذين يسبقان الألعاب الأولمبية، تحت إشراف الاتحادية الدولية، لجمع أكبر عدد ممكن من النقاط للتأهل إلى الأولمبياد. والذهاب إلى دورة لندن 2012 أصبح يتم بصورة مباشرة وغير مباشرة، مقابل مجموعة من النقاط، يتم كسبها في المنافسات الرسمية قبل إدراجها في ترتيب المصارعين حسب كل فئة لدى الجنسين. - ماذا تعني بصورة مباشرة وغير مباشرة؟ * الترتيب العالمي للفدرالية الدولية للجيدو، سيستخدم لمنح المراكز ال 252 المؤهلة للألعاب الأولمبية لكل فئة من المنافسة الخاصة بالرجال، المصارعون ال 22 الأوائل في الترتيب العالمي يتأهلون مباشرة (أي 154 مصارع). ولدى السيدات، تتأهل المصارعات ال14 الأوليات في الترتيب العالمي للألعاب الأولمبية أي بمجموع 98 تذكرة. أما المراكز ال 100 المتبقية توزع حسب التصفيات القارية، ولإفريقيا الحق في 24 مركزا من أصل 47 بلدا (14 للرجال و10 للسيدات)، أما أوروبا فمنحت لها 25 تذكرة ل 50 بلدا (14 للرجال و11 للسيدات)، وأمريكا ستحوز على 21 ورقة؛ أي (13للرجال و8 للسيدات) وآسيا 20 تذكرة (12للرجال و8 للسيدات) وأوقيانيا 10 تأشيرة (7 للرجال و3 للسيدات). وتعتمد الحصة القارية -أيضا- على الترتيب العالمي وتوزيع المراكز لكل اتحادية يكون حسب عدد الفدراليات الوطنية المنخرطة في الفدرالية الدولية للجيدو، ويتم تصنيف القارات استنادا إلى التصنيف العالمي واعتمادا على أكبر عدد من النقاط المتحصل عليها لدى كل الفئات والجنسين. ويصنف الرياضيون حسب الترتيب القاري من المرتبة الأولى إلى الأخيرة إلى أن يتم تخصيص الحصص في الاتحادية لدى الجنسين... و بإمكان مصارع واحد على الأكثر من كل لجنة وطنية أولمبية التأهل حسب نظام الحصص لدى كل الفئات والجنسين . - ما هو رأيكم بشأن الحصة الممنوحة لإفريقيا ؟ * وفقا للنظام التصفوي الجديد المعتمد، حصة القارة السمراء في المشاركة في الأولمبياد تعرف تراجعا، حيث لم تنل الاعتبار الذي تستحقه...، فالقارة الإفريقية لديها 47 دولة منضوية تحت لواء الاتحادية الدولية للعبة هذا ما يجعل التباري على ورقة التأهل صعبا للغاية، لا سيما وأن المبدأ الجديد للتأهل للألعاب الأولمبية ينص على أن كل بلد يكون ممثلا بمصارع واحد في كل فئة وزن من الجنسين. - أسلفتم أن فيدراليتكم وضعت خطة عمل خاصة بالنخبة الوطنية تراعي فيها جميع التغيرات المسجلة على مستوى النظام التأهيلي الجديد، ما هي هاته التحولات؟ *إن التقليص من حجم مشاركة البلدان ذات المستوى المتوسط، على عكس الدول ذات المستوى المرموق في دورة لندن ,2012 راجع إلى عدة معطيات بدءا بقواعد التحكيم التي عرفت تغييرات كثيرة وعدة تقنيات ألغيت في الوقت الذي لا يزال 80 % من المصارعين الجزائريين يستعملونها، حيث لجأت اليابان التي تعتبر البلد الأم لهذا الفن القتالي إلى الضغط على الهيئة الدولية لإلغاء بعض الحركات التي كانت تشكل نقاط قوة المصارعين عمار بن يخلف وصورية حداد، صاحبي الميداليتين الفضية والبرونزية على التوالي في أولمبياد بيكين ,2008 كون هذه الأخيرة سمحت ببروز منتخبات جديدة أصبحت تقاسم مصارعي اليابان المركز الريادي على غرار فرنسا وروسيا والبرازيل. - وماذا عن خطة عمل الخاصة بالنخبة الوطنية؟ *إن الاستراتيجية الجديدة للجيدو في الجزائر هي المشاركة في الدورات الدولية لافتكاك مقاعد إضافية مؤهلة إلى الألعاب الأولمبية على الرغم من صعوبة المهمة وذلك لأسباب مالية...، واستهدفت اتحاديتنا التي تجد نفسها مضطرة للمشاركة في 11 دورة، التي تدخل في إطار التصنيف الدولي لأولمبياد لندن ,2012 لتعزيز حظوظ المصارعين عمار بن يخلف (- 90 كلغ) وصورية حداد (- 52 كلغ) اللذان يعتبران متأهلين رسميا إلى الألعاب الأولمبية وذلك حسب الترتيب الأخير للهيئة الدولية، تضاف إليهم المصارعة كهينة سعيدي (- 63 كلغ) المتواجدة في المركز الأول حسب التصنيف القاري. وتبقى هذه المعطيات غير نهائية إذ يمكن أن تقع تغييرات في هذه التصنيفات الدولية والإفريقية وذلك انطلاقا من النتائج المسجلة في الدورات الدولية التي تندرج في إطار الرزنامة التنافسية للهيئة الدولية، التي حددت مدة بدء عملية تنقيط المصارعين بموسمين اثنين، قبل انطلاق أولمبياد لندن ,2012 الأول كان من ماي 2010 إلى 30 أفريل 2011 بمجموع نقاط 50 % والثاني من ماي 2011 إلى 30 أفريل 2012 برصيد نقاط 100 %. - نفهم من كلامكم أنكم تسعون لتأهيل ثلاثة مصارعين إلى لندن 2012؟ * إنّ حظوظ الجيدو الجزائري وفيرة بنسبة كبيرة لدى هذه العناصر الثلاثة بن يخلف وحداد وسعيدي وبأقل نسبة عند عبد الرحمان بن عمادي، حيث ستكون مشاركته في الألعاب الأولمبية المقبلة غير واردة رغم وجوده في المركز 28 في الترتيب العام للهيئة الدولية وذلك بسبب عدم إمكانية إدراج مصارعين اثنين من بلد واحد ضمن المتأهلين في نفس الصنف. - في حالة كسب الرهان، هل الجيدو الجزائري قادر على إعادة سيناريو أولمبياد بيكين 2008 ؟ * في ظل هاته التقلبات ستكون مهمة العناصر الدولية في غاية الصعوبة، هذا ما لاحظناه في مونديال فرنسا أين طبقت القوانين الجديدة لأول مرة، ووجدنا مستوى مصارعينا بعيدا كل البعد عن الدول الرائد مثل فرنسا والبرازيل واليابان وروسيا، لكن بالمقابل مقبولا ومفيدا في آن واحدٍ، حيث أحسنوا توظيف حركات جديدة بدليل أنهم سجلوا نتائج مرضية دون أن يتمكنوا من الصعود فوق منصة التتويج. - هل من كلمة إضافية ؟ * سنتابع في سياسة التشبيب لفائدة المنتخب الوطني التي تمارسها الهيئة الفدرالية منذ بداية العهدة الأولمبية ,2009 بغض النظر عن النتائج التي سيحققها الأكابر حتى نواكب المستوى الدولي في القريب العاجل وعلى الجزائر تأكيد ذلك بالتربع على العرش الإفريقي.