دعا خبراء فرنسيون وإسبان إلى ضرورة العمل على ترقية المنتوج الحرفي التقليدي الجزائري وإعطائه المكانة اللائقة به، خاصة وأنه يتميز بجودة عالية وبطابعه الخام. وأكد هؤلاء من جهة أخرى على العمل من أجل الحفاظ على طابعه التقليدي الأصيل فضلا عن إبرازه بتطوير طرق عرضه وتقديمه للجمهور. فيما كشفت وزارة السياحة والصناعات التقليدية عن إنجاز بطاقية وطنية للحرف والحرفيين التقليدين. وأوضحت الخبيرة الفرنسية كاترين فيراسامي أن ما تصنعه أنامل الحرفيين الجزائريين من تحف تقليدية ذات جودة من شأنها أن تفتح قطاع الصناعات التقليدية الحرفية لفئة الشباب وكذا النساء اللواتي يصنعن أشياء في غاية من الجمال عبر مختلف مناطق الجزائر. ورأت الخبيرة أن الضرورة الملحة حاليا هي ترقية هذه النشاطات بهدف الحفاظ على المنتوج الأصيل الذي قالت إن العديد من البلدان كفرنسا وإسبانيا فقدته. من جهتها، كشفت المديرة الفرعية للدراسات بوزارة السياحة والصناعات التقليدية السيدة قصباجي زكية في لقاء نظم بمطعم دار لحلو بالعاصمة بمناسبة تنظيم الصالون الدولي للصناعات التقليدية، أن مشروع التوأمة الخاص بقطاع الصناعة التقليدية والذي يربط الجزائر من خلال الوكالة الوطنية للصناعات التقليدية ''اينارت '' ومجمع فرنسي إسباني والذي يدخل في إطار اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي يسير بوتيرة جيدة، حيث تم إنجاز من خلاله البطاقية الوطنية للحرف والحرفيين بنسبة 45 بالمائة والتسمية الحرفية ''نومانكلاتور'' ب80 بالمائة. مؤكدة أن مشروع التوأمة الذي تم التوقيع على الاتفاقية الخاصة به في ديسمبر 2010 سيتم في آجاله المحددة والتي لا تتجاوز ال18 شهرا. كما أكدت المتحدثة أن العمل الحالي يخص مسألة تطوير صناعة الحلي والنحاس التي اختيرت لها مدينة قسنطينة كنموذج أولي لما تمتاز به في مجال صناعة التحف النحاسية. وأما الخبير الإسباني خوزي سيرينو مارتيناز فقد كشف عن إجراء تحقيقين اثنين داخل المعرض الدولي للصناعات التقليدية اليوم الخميس يتم من خلال التحقيق الأول توزيع استمارات للزوار والحرفيين على حد سواء ستفسرهم عن ميولهم ورغباتهم وأرائهم في المنتوج الحرفي التقليدي المسوق بالجزائر فيما يتم التحقيق الثاني عن طريق طرح أسئلة من طرف سبعة محققين شباب على الزوار عن كل ما يتعلق بالمنتوج الحرفي التقليدي. ويهدف هذان التحقيقان -حسب الخبير- إلى معرفة أذواق المستهلكين وآرائهم وانتقاداتهم في الموضوع. وكان قد أطلق في مارس الماضي مشروع توأمة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي الموجه لدعم الصناعات التقليدية، حيث ستستفيد الوكالة الوطنية لهذه الأخيرة من تجارب وخبرات المؤسسة الإسبانية للابتكار والمديرية العامة للتنافس الصناعي والخدمات الفرنسية. وقد خصص للمشروع الممول من طرف الاتحاد الأوروبي غلاف مالي قدره 900 ألف أورو. ويعمل الاتفاق على تدعيم وتقوية أداء الوكالة والمؤسسات العمومية المهنية المكلفة بترقية هذه الصناعة، خاصة منها صناعة الحلي والنحاس، للتمكن من ترويج المنتوج وتسويقه بالخارج، فضلا عن سعي أطراف المشروع إلى دعم التكوين والتوصل إلى إنشاء مرصد وطني للصناعة التقليدية الجزائرية في أقرب الآجال. كما يرمي إلى تقوية الصناعة التقليدية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، للتوصل إلى إنشاء مناصب شغل جديدة لفائدة الشباب، وتحقيق تنمية مستدامة وتثمين المهن وتحسين أداء الحرفيين في إطار اقتصاد عصري متفتح.