احتضنت العاصمة، أول أمس الخميس، يوما دراسيا حول موضوع ''الابداع والتسويق والتغليف''، في إطار فعاليات الصالون الدولي للصناعات التقليدية. وقدم -بالمناسبة- المدير العام للصناعة التقليدية على مستوى وزارة السياحة، السيد بن عبد الهادي أحمد، عرضا موجزا حول الطرق الكفيلة بمساعدة الحرفيين على مواكبة العصر وولوج العولمة التي لاتقبل -كما قال - بالحرفيين الصغار غير مراعية في ذلك القيم التقليدية والحضارية المحلية أو الوطنية وهمها الوحيد السيطرة على الأسواق. وقد شدد المتدخل في كيفية تفعيل حركية الحرفيين والأنشطة الحرفية إعلاميا من أجل تسويق وترويج منتوجاتهم بشكل واسع داخليا وخارجيا. وبعد أن قدم لمحة عن المشاريع المنجزة لصالح الحرفيين مثل إنشاء فضاءات للصناعات التقليدية والهياكل على المستوى الوطني والمحلي؛ عرض على الحضور بعض المواصفات والمقاييس المعمول بها عالميا في التسويق كاستعمال الماركتينغ ومراعاة المنتجات الصناعية الأخرى المنافسة وتكوين وتأطير اليد العاملة الفنية الجماعية. كما عرض على الحضور بعض التجارب الجزائرية في التصدير كالزرابي على سبيل المثال وكذا جمع الحرفيين الفنيين والعمل جماعيا تحت إشراف فريق من الخبراء في المجال. وقدمت الخبيرة الفرنسية كاترين فيراصامي من المعهد الوطني للحرف الفنية (باريس) مداخلة تحت عنوان ''مخطط الاتصال في قطاع الصناعات التقليدية''، عرضت فيها بإيجاز تجارب الضفة الشمالية للبحر المتوسط في مجال إنتاج وتسويق والترويج للمنتوج الحرفي الفني. وبخصوص استعمال الحرفيين للوسائل التكنولوجية الحديثة؛ ذكرت المتحدثة أنه خلال فترة تدريب دامت خمس سنوات أصبح هؤلاء يتعاملون بامتياز مع شبكة الأنترنت ووسائل الإعلام والاتصال الحديثة مواكبة للأسواق المحلية والعالمية. وبهذه الطريقة -تضيف المتحدثة- تم إيجاد وسائط إعلامية قصد التعريف ومواكبة قطاع الصناعة التقليدية وتوسيع عمليات الاتصال والإعلام باتجاه الحرفيين عبر وسائل الإعلام المختلفة. من جهتها؛ تناولت الخبيرة الإسبانية ماريا انجلز مينوز في مداخلتها تحت عنوان ''الابداع في مجال الصناعة التقليدية'' مركزة على ما تحمله كلمة ابداع من مضامين وأبعاد عبر التاريخ؛ فتحدثت عن الاختلافات بين الأشياء التقليدية القديمة والحديثة، مؤكدة على حضور الحرفيين الفنيين المبدعين بقوة عبر الأزمنة والعصور، مستدلة في ذلك برسومات المتحف الوطني المفتوح العالمي الطاسيلي قبل أربعة آلاف سنة قبل التاريخ وما ميزها من وسائل ابداعية تؤرخ للإنسان. وذكرت المتحدثة أن الصناعة التقليدية عبارة عن ''عصارة'' أجيال وأجيال وتمثل ملايين السنين، وضرورة المحافظة عليها بتحسين جودتها وتخفيض أسعار مادتها الأولية وبالتالي تخفيض تكلفتها حتى يتسنى تسويقها. أما الخبير الأسباني السيد بيدرو جارا فتحدث هو الآخر في مداخلة له تحت عنوان ''تنظيم ومتابعة المعارض'' عن كيفية تنظيم هذه الفضاءات والاهتمام أكثر بمختلف الزوار والزبائن من أجل الترويج لمنتوج الحرفيين. وذكر المدير التجاري للوكالة الوطنية للصناعات التقليدية، السيد سعيداني مراد، أن الوكالة بصدد إعداد دراسة ميدانية علمية حول نظرة المواطن الجزائري للصناعات التقليدية من جهة، وكذا كيفية إعادة ثقة المستهلك الجزائري في المنتوج التقليدي المحلي من جهة أخرى.