وقعت المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية مع الشركة الأمريكية المتخصصة في الصناعة الجوية "سيسنا إيركرافت"، عقد شراء طائرة مخبر من نوع "اكس· أل· أس" موجهة للاستخدامات المتصلة بتعيير وقياس المسالك الجوية، والتي ينتظر استلامها بعد 24 شهرا من الآن، حسبما تنص عليه وثيقة العقد· وتم التوقيع على هذا العقد الذي يندرج في إطار برنامج عصرنة وسائل المراقبة والتقييس الجوي للمؤسسة الوطنية للملاحة الجوية من قبل الرئيس المدير العام لهذه الأخيرة السيد حسين بن شعبان ونائب مدير المبيعات بالشركة الأمريكية السيد تريفور ايسلينغ وذلك في حفل أقيم نهاية الأسبوع المنصرم بمقر المؤسسة الوطنية بالعاصمة، وأشرف عليه كل من الأمين العام لوزارة النقل ومدير الطيران المدني بالوزارة وممثلين عن سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر· ويترجم العقد طلب شراء الطائرة المخبر الجديدة التي ستستخلف الطائرة القديمة من نوع "أش· أس· 125 " التي ظلت تستعملها المؤسسة الجزائرية منذ اقتنائها في بداية سنوات الثمانينيات، ما يستدعي ضرورة استبدالها بوسيلة أخرى أكثر حداثة وفعالية، وذلك تطبيقا لتوصيات المنظمة العالمية للطيران المدني الخاصة بالأمن الجوي· ويعتبر نوع الطائرة التي طلبتها الجزائر من الشركة الأمريكية المتخصصة من أحدث الأنواع المتطورة وأكثرها دقة في مجال التعيير الجوي، وذلك بفضل تجهيزها بالنظام الآلي للمعاينة والمراقبة أثناء الطيران، من طراز "أونيفيس 3000 " الذي تختص في صناعته المؤسسة النرويجية "أن· أس· أم"· وبلغة التبسيط، يمكن القول بأن الأمر يتعلق بطائرة صغيرة، ثنائية المحرك ل9 أفراد، ستستخدمها المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية لضمان التجريب والمراقبة الدورية لكافة تجهيزات التوجيه والأمن الجوي، على غرار التأكد من سلامة تجهيزات الاتصال الجوي بقياس المسافة الفاصلة بين الطائرات في الجو ومحطات الاتصال أو بتوجيه مسار الطائرات· كما تشمل التجهيزات التي تجري مراقبتها بواسطة الطائر المخبر التي تعد وظيفتها أساسية لضمان أمن المسافرين والطائرات المحلقة في الأجواء الوطنية، مختلف أجهزة الرادار ووسائل المراقبة والتوجيه الأخرى، علاوة على تجهيزات الربط والاتصال بين الطيارين والمراقبين الجويين المساعدة في عمليات الهبوط، من نوع " إي· أل· أس" و" بابي" · وتبرز فعالية طائرة التعيير الجوي الجديدة من خلال مسافة حقل النشاط الذي تغطيه والذي يمتد إلى حدود 3440 كلم، فيما تصل سرعتها إلى 810 كلم في الساعة، ويمكن أن تبلغ مستوى ارتفاعها 45 ألف قدم، أو ما يعادل 13700 متر· كما تعد قدرة الطائرة على الهبوط والإقلاع في مسافة ارتفاع قصير لا تتعدى 1100 متر من سطح البحر من أبرز الخصوصيات التي تميز ال"إكس· أل· أس"· وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر تعتبر أول دولة في إفريقيا تقتني هذا النوع المتطور من الطائرات المخبرية، حيث أكد السيد تريفور ايسلينغ أن شركة "سيسنا إيركرافت" قامت خلال 2007، بتسويق نحو 400 طائرة من هذا النوع في العالم وتترقب بيع نحو 500 طائرة العام المقبل، مشيرا إلى أن عقد الشراء الذي تم إبرامه مع الجزائر يُعد الأول من نوعه على مستوى منطقة إفريقيا، ما يجعل من المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية مؤسسة رائدة في مجال التعيير الجوي، ويتيح لها إمكانية تلبية طلبات خدمة المعاينة التي قد تردها من دول القارة ودول الشرق الأوسط، التي ستستفيد من خبرة المؤسسة الجزائرية· من جهته ذكر الرئيس المدير العام لهذه الأخيرة السيد حسين بن شعبان بأن عقد شراء الطائرة المخبر الذي يندرج في إطار برنامج تأهيل وعصرنة قطاع النقل الجوي بشكل عام، ولا سيما ذلك الذي يخص تجديد وسائل المراقبة الجوية، يترجم إلتزام الجزائر بتنفيذ توصيات المنظمة الدولية للطيران المدني، الهادفة إلى ضمان أكبر قدر من السلامة والأمن الجويين في العالم، مذكرا بقدم الطائرة القديمة المستعملة لحد الآن من قبل المؤسسة، والتي بلغت مستوى استنفاذ كل إمكانياتها الوظيفية· للتذكير فإن اختيار المؤسسة الأمريكية تم تبعا للمناقصة الدولية المحدودة التي تم الإعلان عنها في شهر أفريل الماضي، والعملية تدخل في إطار تجسيد برنامج "ترافكا" الذي يتضمن تجديد عتاد المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية وانجاز منشآت جديدة للمراقبة الجوية عبر عدة جهات من الوطن·