أجمع المتدخلون في الملتقى الدولي حول ''وكالة الأنباء، الخدمة العمومية وفرص الاعلام عبر الانترنيت''، على أهمية تكريس الخدمة العمومية في القطاعين العام والخاص وذلك من أجل إرساء تصور جديد لوظيفة هذا القطاع الحساس في المجتمع، وأشاروا في هذا الصدد إلى ضرورة تنظيم القطاع ومحاربة الرداءة وتكريس النوعية. أكد المدير العام الأسبق لوكالة الانباء الجزائرية السيد بلقاسم حسن جاب الله اول امس في مداخلته التي القاها في الملتقى بمناسبة مرور الذكرى ال 50 لتاسيس وكالة الانباء الجزائرية ضرورة الإسراع في المصادقة على القانون العضوي المتعلق بالإعلام من أجل تعزيز الخدمة العمومية وتنظيم القطاع اواعادة بعث المجلس الاعلى للاعلام كهيئة أوسلطة مستقلة لضبط جميع وسائل الإعلام''. وأضاف أن المجلس يضطلع ''بسنّ دفتر شروط للخدمة العمومية ويدقق تلك الشروط والتي يمكن حتى اقتراحها على القطاع الخاص (أوالتفاوض حولها معه)، كما يتعين أن يخص هذا التدقيق أساسا - يضيف السيد جاب الله- ''مجالات تدخل الدولة والتعويضات المالية (العادلة) المرتبطة به''، إلى جانب تأكيده على ضرورة أن يتوفر المجلس المذكور على ''صلاحيات واسعة'' في مجال الإشهار (التوزيع العادل للإشهار المؤسساتي) وفي مجال ''المساعدات المباشرة وغير المباشرة للصحافة على اختلاف قطاعاتها''. كما شدد السيد جاب الله على ضرورة اأن يلعب المجلس دور''الاستشارة'' فيما يخص "تعيين المسؤولين الرئيسيين لوسائل الإعلام الثقيلة''، الذين يجب أن يكونوا اليوم كما ذكر ''مسيرين محنكين'' وليس رؤساء تحرير والأمر كذلك بالنسبة للصحافة الخاصة بحكم المنافسة الداخلية والدولية. اما مدير المدرسة الوطنية العليا للصحافة والعلوم الإعلامية، السيد براهيم براهيمي، فقد أشار في مداخلة تحت عنوان ''الخدمة العمومية صحافة المنفعة العامة والمصلحة العامة'' إلى أن مفهوم الخدمة العمومية ''وثيق الارتباط بمفهوم القطاع العمومي''، مبرزا أن هذا المفهوم يعني بالنسبة للإذاعة والتلفزيون ووكالة الانباء ''التعبير الحر لكافة التيارات السياسية واحترام المنافسة وضمان الحد الأدنى من الخدمة في حالة الإضراب''. في حين أكد أن ''وكالة الانباء الجزائرية هي الأكثر جدارة في خدمة الصالح العام نظرا للأهمية التي توليها للصحافة الجوارية وتوفرها على 48 مكتبا جهويا''. وفي هذا الصدد قال السيد براهيمي أن مفهوم الخدمة العمومية ''تطور بانفتاح المجال السمعي البصري بحيث أصبح يعني دعم الدولة للثقافة والفلكلور والصحافة الجهوية والمحلية. وأبى السيد براهيمي إلا أن يؤكد على أهمية تحسين نوعية الاعلام للتصدي للهيمنة الثقافية، وأعطى مثلا بميثاق الصومام، داعيا إلى الرجوع الى مبادئه المعلنة والتي تتركز أساسا على السعي من أجل الحقيقة والموضوعية، المصداقية، السرعة، احترام الوقائع والحقائق، قبل أن يضيف بأن جهود الصحافيين يجب أن تصحبها إرادة سياسية اكبر لفائدة قطاع عمومي يكون في الاصغاء لمختلف جماهير الاعلام. وعليه أوضح المتدخل أن الوقت قد حان لتطبيق مرسوم 4 جويلية 1988 المنظم للعلاقات بين الادارة والمواطن بإحداث الهياكل المقررة في المادة 34 على المستويين الوطني والمحلي للبت في عرائض المواطنين، من منطلق أن المشاركة الواسعة للمواطنين هي وحدها الكفيلة بتجنيد بروز دولة عصرية في الجزائر. من جانبه، استعرض السيد لي هونغكي مدير رئيس تحرير بالمكتب الجهوي للشرق الأوسط لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) تجربة مؤسسته في التكيف مع التحولات الجديدة التي يعيشها العالم، موضحا انه من أجل ''تحسين نوعية مضمون الخدمات الإعلامية وتحيين إمكانيات مصلحة الإعلام المتعدد الوسائط'' تبنت (شينخوا) استراتيجية تطور من خلال ''اقتراح منتجات جديدة إلى جانب المنتجات التقليدية وهي بذلك تولي أهمية كبرى للمستعملين زيادة على وكالات الأنباء وتشارك بفعالية أكبر في النشاطات والتعاون الدوليين". وأضاف السيد لي هونغكي أن موقع وكالة الصين الجديدة Xinhuanet.com يقترح الأخبار بست(6) لغات، كما يقدم اخبارا في صيغة إعلام متعدد الوسائط على مدار 24 ساعة من خلال 34 قناة محلية، ناهيك عن احتضانه لأكبر كتلة لمواقع ''الواب'' الحكومية في الصين. أما مدير وكالة مالي للصحافة والإشهار السيد غاوو سوتراوري فقد استعرض بدوره تجربة مؤسسته التي تأسست سنة 1983- في العمل الاعلامي، مشيرا إلى أن وكالته عرفت تطورا فيما يخص التزود بالتجهيزات والتكوين المتواصل لمراسليها الصحافيين.