صرّح وزير الاتصال وتكنولوجيات الإعلام الجديدة لجمهورية النيجر أمس بوهران أن التجربة الجزائرية في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال تعد ''غنية بالدروس''، مؤكدا على تعزيز التعاون بين البلدين. وذكر السيد ساليفو لابو بوش بعد زيارة مركز الشبكة المتعددة الخدمات (أر أم أس) والمعهد الوطني للاتصالات وتكنولوجيات الإعلام والاتصال لوهران أن عصرنة قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال ''جد متطورة'' بالجزائر، مؤكدا على ضرورة ''تعزيز التعاون بين البلدين''. وأعتبر المسؤول النيجري أن تجربة الجزائر في المجال ''جد مفيدة بالنسبة للنيجر مثله مثل كافة بلدان القارة الإفريقية في إطار التعاون جنوب-جنوب''، مشيرا في هذا السياق إلى النوعية ''الجيدة'' للتكوين الذي يوفره المعهد المتخصص لوهران. وأوضح المتحدث بمناسبة زيارته للجزائر أن 59 طالبا نيجريا قد استفادوا من تكوين على مستوى هذا المعهد منذ إنشائه في عام 1971 أغلبهم يشغل حاليا مناصب ذات ''مسؤولية عالية'' في قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال على غرار رئيس المجلس الوطني لسلطة الضبط المتعدد القطاعات المصطفى أبو بكر. وذكر الوزير النيجري الذي التقى أيضا مجموعة من الطلبة النيجريين الذين يزاولون دراساتهم بمعهد وهران أن ''التعاون مع مؤسسة وهران سيستغل لإنشاء مستقبلا المدرسة الدولية للاتصالات للنيجر على وجه الخصوص، مضيفا ''إن النيجر بحاجة للاعتماد على التجربة الجزائرية وليس بحاجة إلى أن يذهب أبعد من الجزائر'' وأن ''البلدين الشقيقين مرتبطان من النواحي الجغرافية والتاريخية الثقافية''. وأشار وزير الاتصال وتكنولوجيات الإعلام الجديدة النيجري من جهة أخرى إلى أن بلده يراهن بشكل كبير على مساعدة ومساهمة الجزائر في تطوير قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والخروج من العزلة التي يتواجد فيها حاليا. وفي حديث خص به وكالة الأنباء الجزائرية بمناسبة زيارة العمل التي شرع فيها أول أمس إلى الجزائر بدعوة من وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد موسى بن حمادي صرح الوزير النيجري أن ''التعاون الجزائري-النيجري يعود إلى أمد بعيد وهو في صحة جيدة. ''نريد أن يتحقق الدعم الذي يمكن أن تقدمه الجزائر للنيجر في إطار مشروع الربط بالألياف البصرية حتى يتم فك العزلة عن بلدنا نهائيا''. وبعد التذكير بدعم الجزائر للنيجر في مرحلة سابقة في انجاز بعض المشاريع على غرار دار الإذاعة بأغادير ومركز الإرسال لغوديل (الشمال)، أكد بوش أن الجزائر وضعت تحت تصرف النيجر عددا من المنح الدراسية في مجال التكوين ''سمحت لنا بتعزيز قدراتنا لا سيما لفائدة الإطارات الرفيعة المستوى''. وفي هذا السياق ذكر مثال رئيس سلطة ضبط الاتصالات في النيجر الذي تابع تكوينا بمعهد البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية لوهران والذي يرافق الوزير في زيارته. ومن المنتظر أن يتم توقيع اتفاق تعاون بين البلدين بمناسبة هذه الزيارة لتمكين الإطارات النيجرية من الاستفادة من تكوين رفيع المستوى في الجزائر، فيما أكد الوزير النيجري من جهة أخرى أن بلاده الذي صادقت مؤخرا على نص قانون لإنجاز مدرسة عليا للاتصالات السلكية واللاسلكية يأمل مساعدة المدرسة العليا للصحافة في الجزائر ''سواء من خلال ضمان بعض التكوينات في النيجر أو من خلال تبادل الطلبة و الأساتذة. وأردف أن مساعدة الجزائر تتضمن كذلك إعادة هيكلة قطاع البريد في النيجر الذي يشهد ''انحطاطا'' على حد قوله بهدف تحسين نوعية الخدمات لاسيما في مجال نقل البريد ونقل الحوالات البريدية والحوالات البريدية عبر الفاكس. وفيما يتعلق بمشروع الربط بالألياف البصرية بين الجزائر العاصمة وأبوجا عبر فيلا زندر-النيجر الذي تمت المبادرة به في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (النيباد) وصف الوزير هذا المشروع ب''بالغ الأهمية'' وبانعكاسات اجتماعية-اقتصادية ''جد مفيدة'' بالنسبة للمنطقة. وأضاف يقول ''في النيجر سنضع خطا يقارب 950 كلم من الألياف البصرية بمساعدة الجزائر''، مؤكدا أن هذا المشروع سيسمح عند الانتهاء من انجازه بفك العزلة عن المنطقة وتطوير الربط بشبكة الانترنت من خلال الكوابل البحرية التي تعبر الجزائر العاصمة نحو أوروبا.