قرر مركز المراقبة التقنية للبناء ''سي تي سي'' توظيف 500 مهندس مراقبة خلال سنة 2012 قصد تغطية العجز المسجل في عدد المراقبين والذي انعكس سلبا على سير عملية مراقبة مختلف الورشات. وأكد مسؤول بالمركز أن العدد الحالي للمراقبين الناشطين عبر كامل التراب الوطني والبالغ 6 آلاف عامل أصبح غير كاف أمام حجم المشاريع المسجلة والتي هي في طور الانجاز على مستوى كل مناطق البلاد . واعترف المسؤول بأن معيار المطابقة أصبح غير محترم في العديد من الورشات التي أصبحت لا تولي الأهمية الكافية للمراقبة التقنية مما يجعل العديد من البنايات المنجزة حديثا تشكل خطرا على قاطنيها، محذرا بالمناسبة من العواقب الوخيمة التي قد تنجر عن النقص والعجز الحاصل في مجال المراقبة واحترام المعايير المعمول بها في انجاز البنايات. ومما يزيد من تخوف المسؤول ومعه المختصين في مجال البناء هو كون الجزائر تقع في منطقة جغرافية تعرف بنشاط زلزالي معتبر مما أدى إلى إقرار الدولة قوانين جديدة تتعلق بالبناء المضاد للزلازل. والشيء المسجل هو زيادة عدد المراقبين المختصين في البناء إلى جانب المخطط الرامي إلى توحيد 12 مؤسسة موزعة على 11 ولاية في مجمع يعمل بطريقة تقنية موحدة، بالإضافة إلى توحيد مخابر العمران والبناء، وهذا للعمل ضمن شبكة متكاملة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، خاصة وأنه تم تكوين حوالي 500 مهندس مراقب تم تكوينهم لغرض تعزيز وسائله البشرية التي تقدر حاليا ب 6 آلاف عامل ومراقب. ومن جهته، دعا مدير مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية مؤخرا إلى الاحترام الصارم لمعايير البناء المضاد للزلازل خلال إنجاز المشاريع التابعة لقطاع البناء والأشغال العمومية والري، مذكرا بأن المناطق الشمالية للجزائر تتواجد في منطقة ذات نشاط زلزالي. ويضاف إلى مشكل نقص الرقابة وعدم احترام معايير البناء ظاهرة الخرسانة المغشوشة التي تشكل هي الأخرى خطرا كبيرا على البنايات وسلامة الناس وهذا يستدعي من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة السكن الإسراع إلى اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لاستعمال هذه الخرسانة لاسيما في ورشات بناء السكنات، فضلا عن الإسراع في تدعيم مركز المراقبة التقنية للبناء وهو ما طالب به مرارا المسؤولون على مستوى مراكز المراقبة المتواجدة عبر الوطن. وكخطوة أولى للتكفل بهذه الانشغالات وتعزيز نشاط المراقبة التقنية وتقويته تعتزم وزارة السكن والعمران جمع المراكز الخمسة المتواجدة عبر التراب الوطني وهي مراكز الشلف، الشرق، الغرب، الجنوب بالإضافة إلى مركز الجزائر ضمن مؤسسة واحدة بهدف توحيد ضبط المعايير المعمول بها في المراقبة التقنية للبناء. وتسعى الوزارة إلى تطوير مهام مراكز المراقبة وبالتالي ضمان نوعية البنايات.