انتقدت السلطات العراقية أمس دول الجوار وخاصة تركيا وإيران إضافة إلى دول عربية أخرى لم تسمها لما وصفتها بمحاولتها التدخل في شؤونها الداخلية وعدم احترام سيادتها إثر الأزمة السياسية التي تعصف به منذ قرابة شهر. وذكرت وزارة الخارجية العراقية في بيان نشر على موقعها الالكتروني انه ''منذ بداية العام وبيانات من كبار المسؤولين في الدول المجاورة تعكس محاولاتها التدخل في الشؤون الداخلية للعراق وعدم احترام سيادته والحكومة المنتخبة من طرف الشعب العراقي''. وأشارت الوزارة إلى ان ''العراق لم ولن يكون تابعا لأحد ولن يكون بيدقا في لعبة الآخرين أو ساحة لتصفية الحسابات بين الأطراف الأخرى''. وأضاف البيان ''لذلك ندعو أصدقاءنا في الدول المجاورة وخاصة في تركيا وإيران وبعض الدول العربية إلى احترام سيادة واستقلال العراق ومساعدته وحكومته ونوابه على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهه''. وختمت بالقول إن ''الشعب العراقي سيد نفسه''. وجاء الطلب العراقي في ظل توتر العلاقات بين بغداد وأنقرة في الأسابيع القليلة الماضية حيث ندد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بما وصفه بتدخل تركيا بعد ان قدم مسؤولوها ملاحظات على الازمة السياسية التي تعصف بالعراق منذ قرابة شهر تحمل خلفيات طائفية. كما يأتي بعد ايام قليلة من تصريحات الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد وحدة القدس (القوة الخاصة للحرس الثوري) حول ''التأثيرات'' الممارسة من قبل إيران على العراق ولبنان حيث اعتبر ان ''إيران الآن موجودة أيضا في جنوب لبنان والعراق.. وهذه المناطق تتأثر بطريقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأداء والتفكير''. وبينما تطالب بغداد باحترام سيادتها اعتبرت منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' الحقوقية أن العراق يعود إلى ''الاستبداد''. وفي تقريرها السنوي قالت المنظمة ان ''العراق قمع بقسوة خلال عام 2011 حرية التعبير والتجمع عبر الترهيب والضرب واحتجاز الناشطين والمتظاهرين والصحافيين''. وأشارت المنظمة إلى ان المظاهرات الاحتجاجية التي جرت شهر فيفري من العام الماضي للتنديد بالفساد والمطالبة بالحقوق السياسية قمعت بعنف. مما يشير إلى ان هذا البلد أصبح يشكل احد المناطق الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للصحافيين وحقوق المرأة فيه مازالت ضيقة والمدنيون دفعوا ثمنا باهظا للتفجيرات. كما أكدت المنظمة المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان أنها اكتشفت شهر فيفري الماضي سجنا سريا تديره قوات تابعة للمكتب العسكري لرئيس الوزراء نوري المالكي. وأضافت ان نفس القوات مسؤولة عن معسكر ''الشرف'' وهو معتقل بالعاصمة بغداد يتعرض فيه معتقلوه لشتى انواع التعذيب. وقالت ساره ليح ويستون مديرة المنظمة في الشرق الأوسط ان ''العراق ينزلق بسرعة إلى الحكم الاستبدادي كما تقوم قواته الأمنية بقمع المتظاهرين ومضايقة الصحفيين وتعذيب المعتقلين''.