أحيت أمس ولايات الوطن اليوم الوطني للشهيد من خلال نشاطات متنوعة شملت تنظيم عدة تظاهرات من معارض ومحاضرات حول الحدث وتسمية مرافق بأسماء الشهداء وتدشين أخرى. وقد احتضنت ولاية تيسمسيلت هذه السنة الاحتفالات الرسمية لهذا اليوم الوطني بحضور وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو والأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء السيد الطيب الهواري والقائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية السيد نور الدين بن براهم والسلطات الولائية والأسرة الثورية. وتميزت الاحتفالات بقراءة رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، من قبل وزير المجاهدين، والتي وجهها بهذه المناسبة. وأوضح السيد سعيد عبادو في كلمة ألقاها بالمناسبة أنه ''من الأهمية'' أن يأخذ مسعى فتح ملف الحقبة الاستعمارية وكشف جرائم الاستعمار الفرنسي ''أولويته في رزنامة نشاط المنظمة الوطنية للمجاهدين التي لا تزال ترى الدولة الفرنسية تصر على اعتبار ما قامت به خلال حقبة الاحتلال كانت غايته نشر التحضر''. وذكر السيد عبادو بالتفجيرات النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية حيث أشار إلى أن هذه التفجيرات هي احدى الذكريات الأليمة المرتبطة بالحقبة الاستعمارية حيث كانت ''صحراؤنا هدفا لقياس مستوى فعالية ما أنتجته المخابر العسكرية الفرنسية من أسلحة تدمير شامل''. وأضاف أن ''مخاطر هذه التجارب لا تزال تفتك بالمواطنين وهي خير شاهد يدين هذا العمل ''الحضاري'' الذي تدعيه الدولة الفرنسية''. مضيفا ان ''هذا الوضع يدفعنا ليس فقط للإدانة الظرفية وإنما للشروع في إخضاع كل الممارسات المرتكبة في حق الشعب الجزائري إلى دراسة مستفيضة وتحليل معمق يجعلنا نحمل الدولة الفرنسية كل المآسي والفضائع الوحشية التي مورست في حق شعبنا''. وشدد أنه ''على الجيل الحاضر والأجيال الصاعدة أن تتحمل مسؤوليتها في مضمار استكمال مسيرة بناء الدولة الوطنية الحديثة بكل مقوماتها المادية والمعنوية''، مضيفا أنه ''إذا كانت بلادنا تعيش في هذه الظروف تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية بالغة الأهمية فإن الحاجة تفرض عل أبنائها بكل فئاتهم وانتماءاتهم السياسية مواصلة المسيرة حتى يتغلب الجميع على التحديات والرهانات المطروحة في ظل استلهام مثل وتضحيات ثورة التحرير''. ومن جهته اعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء السيد الطيب الهواري أن رسالة رئيس الجمهورية التي وجهها بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد'' تعبر عن الوفاء والإخلاص للجهاد والاستشهاد''. كما أكد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية السيد نورالدين بن براهم أن ''وقفة الشهداء مربوطة برسالة تحرر وانتماء وبناء دولة''. وللاشارة فقد تميزت مراسيم الاحتفال باليوم الوطني للشهيد بزيارة معتقل التعذيب بعين الصفا بتيسمسيلت ومتحف المجاهد والإشراف بعاصمة الولاية على تسمية حيي ''500 مسكن'' باسم ''18 فيفري'' و''140 مسكن'' باسم الشهيد ''مدرس الطيب''. وشهدت ولاية وهران مراسيم الترحم على أرواح الشهداء بمربع الشهداء لمقبرة عين البيضاء حيث تم وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري فضلا عن قراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة. وحضر هذه المراسيم السيد أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي على هامش الاحتفال بالذكرى ال15 لتأسيس حزبه. كما برمجت بغليزان عدة تظاهرات أهمها تدشين عيادة متعددة الخدمات بعاصمة الولاية وتسمية مشتلة متواجدة ببلدية المطمر. وبولاية سعيدة أشرفت السلطات المحلية رفقة جمع من المجاهدين والمواطنين على مراسيم وضع حجر الأساس لمشروعين ببلدية عين الحجر يتعلقان بإنجاز مركز جواري للضرائب فضلا عن مكتبة بلدية. أما بولاية مستغانم فقد احتضنت دائرة عشعاشة الاحتفالات المخلدة لليوم الوطني للشهيد بتسمية عدد من المؤسسات التربوية والثقافية والرياضية بأسماء الشهداء . وبولاية ورقلة احتضنت هذه السنة بلدية ''تبسبست'' بدائرة تقرت فعاليات إحياء هذه المناسبة بتكريم مجموعة من أرامل الشهداء بمنطقة وادي ريغ وإقامة حفل نشطته جمعية ''الوفاء للشهيد'' بمشاركة مجموعات صوتية وتقديم عرض مسرحي. ونفس الأجواء شهدتها ولاية الوادي حيث شهدت دائرة الدبيلة توزيع قرارات استفادة من الإعانة الموجهة للبناء الريفي والبناء الهش وتوزيع كراسي متحركة لفائدة عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة. واتسمت مظاهر تخليد اليوم الوطني للشهيد بولاية بشار بتدشين ببلدية أولاد خضير التي شهدت هذه السنة الاحتفالات الولائية مؤسسة للتعليم الثانوي بطاقة 800 مقعد تتوفر على داخلية بطاقة 200 سرير. ومن جهته استضاف مركز الإعلام والاتصال للناحية العسكرية الثالثة معرضا هاما تناول مختلف المراحل السياسية والعسكرية التي مرت بها ثورة أول نوفمبر 1954 الخالدة. وكانت هذه الذكرى الوطنية بولاية الأغواط مناسبة لتوزيع المفاتيح على المستفيدين من 20 سكنا اجتماعيا إيجاريا ببلدية تاويالة. وبنفس المناسبة شهدت ولاية النعامة إنطلاق تظاهرة أسبوع الفيلم الثوري الجزائري والتي تعرض من خلالها مجموعة من الأفلام الشهيرة التي أنتجتها السينما الجزائرية للتأريخ لأحداث الثورة. وببلدية المشرية نظيم سباق للعدو الريفي لمختلف الفئات بغابة الشهيد بالمشرية وتسمية مؤسسات تربوية ومرافق إدارية بأسماء شهداء سقطوا في ميدان الشرف وتدشين نصب تذكاري لشهداء الثورة بمرتفعات جبل عنتر وتكريم أرامل وعائلات الشهداء. وبولاية غرداية نظمت حملة لغرس الشجيرات من مختلف الأصناف عبر 13 بلدية بالولاية. إلى جانب إقامة أنشطة تاريخية وثقافية متنوعة. كما تميز احياء اليوم الوطني للشهيد بولايات شرق البلاد بنشاطات متنوعة خصت انطلاق مشاريع جديدة وتسمية عديد المنشآت العمومية بأسماء شهداء الثورة التحريرية. فبقسنطينة وتحديدا ببلدية عين عبيد التي احتضنت الاحتفالات الرسمية أشرفت السلطات المحلية على إطلاق أشغال إقامة نصب تذكاري سيشيد بساحة الشهداء وتهيئة ثكنة استعمارية قديمة كانت تستخدم كمركز للتعذيب سيحول إلى متحف للمجاهد. وبباتنة حضر الاحتفالات وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي الذي أشرف إلى جانب السلطات المحلية على حفل ربط 1077 مسكن بالغاز الطبيعي بالقرب من تكوت. وبولاية عنابة خلدت ذكرى اليوم الوطني للشهيد بحضور وزير الاتصال السيد ناصر مهل حيث توجه برفقة السلطات المدنية والعسكرية للولاية وعدد من المجاهدين وأبناء شهداء إلى مقبرة الشهداء بسرايدي والترحم على أرواحهم الزكية وقراءة الفاتحة ووضع إكليل من الزهور. وبولاية تبسة أكد الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين على ما يحمله هذا اليوم الوطني من دلالات تبرز مرحلة هامة من التاريخ و المجد الذي صنعته الثورة التحريرية. وبالطارف زار المسؤولون المحليون معرضا مخصصا للشهداء والكفاح المسلح قبل أن يحضروا نشاطات ثقافية منظمة بدار الشباب أحمد بتشين بالمدينة حيث أدى تلاميذ مدرسة ابتدائية بعاصمة الولاية أناشيد وطنية ومسرحية متعلقة بالحدث. وبولاية قالمة تمت تسمية عديد الأحياء ببلدية بوعاتي محمود بأسماء شهداء. وبولاية سكيكدة وببلدية الحروش التي احتضنت الاحتفالات الرسمية تم تنظيم عديد النشاطات الثقافية بثانوية عبد السلام بودبزة، في حين تميزت الاحتفاليات بولاية أم البواقي بتدشين مقر جديد لدائرة مسكيانة وتسمية مدرسة ابتدائية باسم الشهيد لخضر مزبانة. وبخنشلة تم عرض شريط وثائقي حول بعض المواقع التاريخية التي كانت مسرحا لعديد المعارك على غرار معركة عين عزة والمركاض ورأس فورارو بونمر بدار الثقافة علي سوايعي. وبميلة احتضنت بلدية تاجنانت الاحتفالات الرسمية لهذا اليوم حيث زارت السلطات المحلية أم شهيدين يبلغ عمرها 116 سنة. وكذا أشغال توسيع مقر البلدية وتدشين قطب محلي للوكالة الوطنية للتشغيل. وبسطيف توجه الوفد الولائي رفقة عدد من المجاهدين والمواطنين إلى النصب التذكاري لقصر الأبطال بالقرب من عين ولمان وبعاصمة بلدية عين ولمان تم تدشين المقر الجديد للدائرة وكذا آخر لبريد الجزائر.