سطرت ولاية قسنطينة وفي إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب، برنامجا ثريا ومتنوعا، صنفت من خلاله اللجان الفرعية الساهرة على تحضيره محاور كبرى تضم نشاطات تاريخية، ثقافية، فنية ورياضية. وبالنظر إلى أهمية المحور التاريخي في هذه الاحتفالات، عرفانا للشهداء الأبرار، والذي يتناول الذاكرة الجماعية للأمة الجزائرية بما فيها تهيئة وإعادة الاعتبار إلى مقابر الشهداء، مراكز التعذيب، المعالم والنصب التذكارية، تم اتخاذ مجموعة من القرارات الهامة على رأسها توفير جميع الإمكانيات المادية من أجل التكفل الفعلي بإعادة الاعتبار لهذه الشواهد التاريخية، وكذا العمل على استرجاع العديد من مراكز التعذيب باعتبارها إرثا جماعيا للشعب الجزائري يدخل في حيز أملاك المجموعة الوطنية. وفي هذا الشأن، كلف كل من السادة مدير المجاهدين، رؤساء الدوائر والبلديات، مدير التعمير ومدير الإدارة المحلية بإعداد بطاقات فنية وملفات تقنية لمقابر الشهداء عبر تراب الولاية وكذا مراكز التعذيب والمعالم والنصب التذكارية، لتحديد برنامج مستعجل لإعادة تأهيلها، حيث تحرص السلطات المحلية على ضرورة الانطلاق في العمل لاستلام هذه المعالم في أقرب وقت، بعدما أخذت على عاتقها مديرية المجاهدين مهمة المتابعة المستمرة للعملية، واللجنة الولائية مهمة الإتصال ببعض المواطنين الذين تتواجد مراكز تعذيب على أراضيهم، قصد إيجاد تسوية توافقية للملف في إطار ما يسمح به القانون. من جهته وتخليدا لتاريخ الشهداء والمجاهدين، أعطى السيد نور الدين بدوي والي قسنطينة، تعليمات صارمة للتكفل بإعادة تأهيل لوحات التسمية، حيث سيتم إعداد نبذة تاريخية عن الشهداء والمجاهدين المتوفين وتعميمها على جميع المؤسسات العمومية وخاصة منها المؤسسات التربوية والصحية والأحياء. أما في إطار العمل التوثيقي للجوانب التاريخية للثورة الجزائرية، تسعى جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية جاهدة لإبرام بروتوكول اتفاق مع الإذاعة الوطنية للبث اليومي لشهادات حية لمجاهدين عايشوا أحداث ثورة التحرير الكبرى. وقد تم الاتفاق على ضرورة إشراك كل الفاعلين في المجتمع لا سيما الأسرة الجامعية، من خلال إشراك الكليات المتخصصة ككلية التاريخ، في تسليط الضوء على الجوانب التاريخية للثورة الجزائرية مع الحرص على إشراك طلبة مدرسة الفنون الجميلة وكلية الهندسة المعمارية في عملية إنجاز الجداريات ذات المساحات الجمالية، التاريخية والفنية. وفي شق المحور الثقافي والفني الذي يعتبر الجزء الثاني من برنامج الاحتفالات، تم تكليف مدير الثقافة بتنظيم المعرض المتوسطي للكتاب وإعداد عرض فني تاريخي (ملحمة) حول قسنطينة، بالإضافة إلى إعادة طبع مختلف الكتب التي تناولت الثورة التحريرية المجيدة. وفي الشق الفني، تستعد الولاية لإقامة حفل فني ساهر كبير ومتميز يوم 04 جويلية 2012 بملعب عبد المالك رمضان، بمشاركة العديد من الفنانين البارزين، تكون وراءه يوم الخامس من جويلية المصادف لعيدي الاستقلال والشباب، تنظيم مسيرة كبرى تجوب شوارع مدينة قسنطينة، بمشاركة مختلف القطاعات، الغرف النحاسية، الفولكلورية، الرياضية وفرق الكشافة الإسلامية الجزائرية، كما سيعرف هذا اليوم عملية وضع حجر الأساس للعديد من المشاريع وتدشين العديد من المنشآت والمرافق العمومية والخاصة في إطار الاستثمار. وستحظى البيئة بقسنطينة هي الأخرى خلال هذه الاحتفالية بنصيبها، حيث تقرر غرس مليون و500 ألف شجيرة، على أن يكون القسط الأكبر والهام من هذه العملية داخل النسيج العمراني، وأن يشمل كل المؤسسات العمومية، لاسيما الشبانية لقطاع التربية، التكوين، الشباب والرياضة والجامعة. أما بالنسبة لمحور تزيين المحيط ونظافة المدينة، فانه تقرر الشروع في عملية تأهيل وطلاء واجهات العمارات، المباني العمومية والخاصة، وكذا المحلات التجارية حيث كلف في هذا الشأن مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري بوضع ميثاق موحد وملزم لعملية الطلاء خاصة بالنسبة للمؤسسات والهياكل العمومية، إعادة تأهيل وتعبيد الطرقات، إنشاء المساحات الخضراء، وهذا موازاة مع التحضيرات الأخرى حتى تكون ولاية قسنطينة في الموعد مع احتفاليات الذكرى الخمسينية لعيدي الاستقلال والشباب. للإشارة، فقد عقدت اللجنة الولائية المكلفة بتحضير احتفالات الذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب، اجتماعا يوم 21 فيفري 2012 برئاسة والي قسنطينة وبحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي، رؤساء الدوائر والبلديات ومديري الهيئة التنفيذية للولاية، بالإضافة إلى رئيسي الجامعتين؛ جامعة منتوري وجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، وكذلك رؤساء غرف التجارة والصناعة والفلاحة والأمانة الولائية للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين.