أفادت أرقام رسمية بأن مشروع إنجاز «جامع الجزائر الكبير» المتوقع أن يُكلّف الخزينة العمومية حوالي 1.4 مليار دولار، سيسمح بتوفير ما يقارب عن 5300 منصب شغل مباشر، وهي تتوزّع على 3765 منصب خاص بمؤسسات الإنجاز، إضافة إلى 1530 منصب عمل لتغطية التسيير، ومن المرتقب أن تنطلق المفاوضات مع الشركة الصينية قريبا لتحديد تفاصيل العقد خاصة وأن الجزائر ترغب في تخفيض كلفة وفترة الإنجاز. وضع رئيس الجمهورية أمس حجر أساس انطلاق أشغال بناء «جامع الجزائر الكبير» وذلك بحضور كل من وزيري الداخلية والجماعات المحلية، والشؤون الدينية والأوقاف، إضافة إلى والي العاصمة، وممثلين عن سفارات كندا والصين وألمانيا، كون المكتب الذي سيتولى مراقبة أشغال الإنجاز من كندا، ومكتب إعداد الدراسة من ألمانيا، زيادة على افتكاك شركة صينية لصفقة الإنجاز قبل حوالي أسبوعين. واقتصرت زيارة الرئيس «عبد العزيز بوتفليقة» إلى الأرضية التي سيُشيّد فيها «الجامع الكبير» على الاستماع إلى عرض تفصيلي قدّمه مدير الوكالة الوطنية لإنجاز مسجد الجزائر وتسييره، «محمد لخضر علوي»، شرح فيه مختلف مزايا اختيار الأرضية نظرا لكونها تتوسط خليج العاصمة كما أن بناء هذا الصرح سهل لأنه متجه مباشرة نحو القبلة، مضيفا أن قاعدة المشروع ترتفع ب 6 أمتار عن سطح البحر ليتم استغلالها لإنجاز المرآب وعدد من المرافق التقنية. وبعد مغادرة رئيس الدولة سُئل «علوي» عن موعد الانطلاق الرسمي لأشغال إنجاز الجامع، فأجاب بأن ذلك متوقف على ما ستسفر عنه المفاوضات التي سيتم الشروع فيها خلال الأيام القليلة المقبلة مع ممثلي الشركة الصينية المكلفة بالإنجاز، مشيرا في هذا الشأن إلى أن الجزائر تريد أن يستكمل الصينيون الأشغال قبل فترة أربعة أعوام التي جاءت في العرض المقدّم وبأقل تكلفة. ووفق التوضيحات التي قدّمها ذات المسؤول فإن عرض شركة «تشاينا ستايت كونستراكشن» طبقا للصفقة التي حصلت عليها «يبقى مجرّد اقتراحات أوّلية»، ليضيف بأكثر تفصيل: «أما خلال المفاوضات المقبلة فإننا سنتفق على كافة التفاصيل بما في ذلك إبداء رغبتنا في أن تكون تكلفة الإنجاز أقل من تلك التي تضمّنها قرار منح المناقصة». ونشير هنا إلى أن تكلفة الإنجاز تقدّر ب 109 مليار و51 مليون و415 ألف و746 دينار جزائري، فيما حدّد الصينيون فترة استكمال الأشغال في حدود 4 سنوات. وإلى جانب هذه المعطيات فإن البطاقة الفنية الخاصة بإنجاز هذا الجامع تُحيل إلى أن أشغال إنجازه ستساهم في توفير 3765 منصب شغل مباشر خاص بالمؤسسات، أما عدد المناصب التي ستنجرّ عن المشروع بعد تسليمه، أي في مرحلة التسيير، فتصل إجمالا إلى 1530 منصب تتوزّع على 200 بالنسبة لمكتب الجامع، 100 للمركز الثقافي، 150 عامل في «دار القرآن»، 250 عامل للمسجد، و100 للمرآب، و380 منصب بالنسبة إلى المنارة، وهو ما يعني حوالي 5300 منصب شغل مبار بين الإنجاز والتسيير. ومعلوم أن «جامع الجزائر الكبير» الذي انطلقت أشغال تهيئة أرضيته في 2008، يتربّع على موقع يمتد على 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تعادل 400 ألف متر مربع، كما يضم 12 بناية منفصلة. وسيتوفر الصرح الديني والثقافي والحضاري على قاعة للصلاة تصل مساحتها الهكتارين وتسع حوالي 120 ألف مصلّ، إضافة إلى «دار القرآن» ستكون مخصصة لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج، ومعهما »مركز ثقافي إسلامي« ومنارة من 15 طابقا. كما يحتوي الجامع على مكتبة تسع لأكثر من 2000 مقعد وتستوعب مليون كتاب وقاعة للمحاضرات ومتحف للتاريخ ومراكز بحث في الميادين التاريخية والعلمية ومراكز بحث في تاريخ الجزائر. كما يتضمن قاعات مزودة بوسائل متعددة الوسائط وأجنحة إدارية فضلا عن حظيرة للسيارات تتسع لأكثر من 6 آلاف مكان ومساحات خضراء ومحلات تجارية، وقد أوكلت الدراسة الخاصة بإنجاز في 2008 إلى مجموعة ألمانية تتمتع بالخبرة والمهارة.