عقد فريق مسرحية ''القايدة حليمة''، أمس بقاعة الأطلس، ندوة صحفية استعرض فيها تفاصيل هذ العمل الفني الجديد الذي أنتجته التعاونية الثقافية والفنية بورسعيد. اعتبر مخرج المسرحية جمال قرني ''القايدة حليمة'' صورة مصغرة للواقع الاجتماعي المعيش في قالب ساخر. تجسد المسرحية المثل الشعبي القائل ''الطمع يفسد الطبع'' ويتعلق الأمر بطمع عائلتين إحداهما غنية تطلب مصاهرة العائلة الفقيرة وكأنها تشتري ابنتها وهذا التصرف لا يزعج أهل العروس الفقراء لأن ما يهمهم هو المال وكفى، تحاول المسرحية بطريقة أو بأخرى طرح ماهية السعادة وهل هي فعلا نتيجة للمال أم لأشياء وقيم أخرى لا علاقة لها بالمادة. تعرض المسرحية تسرع أهل العريس للظفر بالعروس في اليوم الأول من الخطبة متجاوزين الأعراف والتقاليد لأنهم متأكدون من أن مالهم سيجعل أهل العروس يوافقون، لذلك اصطحبوا فرقة ''الزرنة''، هذه الأخيرة التي يشارك أفرادها في العرض. يقول أب العريس لأب العروس ''ابنتك تساوي صندوقا من الذهب'' فيسارع والدها إلى حبسها في صندوق كبير إلى يوم العرس لكن المسكين ينسى الرقم السري للصندوق. هذه الكوميديا السوداء تكشف طمع كل طرف وارتباطه بالمادة وحدها. في حديثه ل''المساء''؛ أشار قرني إلى أن العرض هو أيضا صورة للفجوة الحاصلة بين طبقات المجتمع، كما أنه إسقاط غير مباشر للواقع العربي الراهن، حيث استباح أصحاب المال والنفوذ الأجانب البلدان العربية ليسمحوا لأنفسهم بالتدخل في شؤونها وما صندوق العروس التي حبست فيه إلا دليل على وضعية أمتنا العربية التي عليها أن تتحرر من النفوذ الأجنبي القوي بماله. للإشارة؛ يشارك في هذه المسرحية التي كتب نصها نور الدين بران مجموعة من الوجوه منهم دلال كسيلي، ياسمينة عبد المؤمن، عبد القادر سليماني، مريم زبيري، حكيم قمرود وغيرهم، وبالمناسبة أشارت دلال إلى أن المسرحية هي تجربتها المسرحية الأولى في حين أكد حكيم أن غيابه عن المسرح دام 16 سنة لكنه مقتنع بالدور الموكل إليه (أب العريس). كما أكد باقي الممثلين أن التدريبات كانت بمثابة ورشة تكوين تعلموا منها الكثير. من جهة أخرى؛ أكد المخرج أن المسرحية ليست من نوع المسرح الشعبي المباشر، لكنها جزء من حركة المسرح المعاصر الذي يتماشى والتغيرات الحاصلة دون إهمال للخصوصية الثقافية وملامح هويتنا المختلفة عن الغير. العرض أعطى للمثل حق الابداع وعمل على إظهار حبكة النص وتوظيف حركة الجسد كي يتحقق الابداع الذي يتجاوز في حدوده الواقع (عكس المسرح التقليدي). المسرحية سعى لخلق كيان مسرحي جزائري مع توفر الثقة لذلك وفي تطوير التقنيات المتاحة وفي استغلال تقنيات الحركة والإيماء التي هي جزء من يوميات الجزائري. للإشارة؛ فإن العرض الشرفي للمسرحية سيكون هذا الخميس ابتداء من السادسة مساء بقاعة المو?ار.