أكد الأستاذ ''فارس علي'' مختص تربوي وخبير في علم الاجتماع في مداخلة له حول''العنف الأسري وتأثيره على الأطفال والمراهقين''، على هامش الأيام الوطنية للأسرة التي اختتمت فعالياتها مؤخرا بدار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس، والتي نظمت بالتنسيق مع جمعية ''تواصل'' الولائية تحت شعار''الأسرة الجزائرية في مواجهة التحديات''، أن إقصاء الذكاء العاطفي من التعامل مع الآخرين يعيق سير الأسرة بالدرجة الأولى. باعتبارها النواة الأساسية للمجتمع، باعتبار أن الذكاء العاطفي يمثل قدرة الإنسان على فهم مشاعره وكذا فهم مشاعر الآخرين، ومراعاتها، فالإنسان -حسب المتحدث- يملك نسبة 25 بالمائة من الذكاء العاطفي، و25 بالمائة من المهارات الفنية، إلى جانب ال25 بالمائة الأخرى من المهارات المعرفية، مضيفا أن ميزة الذكاء العاطفي الذي يعبر عن الحب والحوار العاطفي قابل للتوسع والتطور أكثر من الذكاء العقلي، وتأثيره على نجاح الإنسان أكبر من تأثير الذكاء العقلي، وهو جزء من فلسفة أي مؤسسة في اختيار وتدريب أفرادها، لأن هذا الأخير يعلم الناس التعامل فيما بينهم، موضحا أن من أهم عناصر الذكاء العاطفي، التحكم في الانفعال والوعي بالذات وتحفيزها للرقي والتعاطف مع الآخرين، ولهذا، يجب -حسبه- أن تربي الأسرة الأطفال باستعمال الذكاء العاطفي لتصنع منهم أباءا وأمهات قادريين على تحمل المسؤولية مستقبلا. أما الدكتور المحاضر والمختص في أصول الفقه من جامعة وهران ''ميلود برداس''، فقد أبرز من جانبه في محاضرة له حول »استراتيجيات إدارة المشكلات الزوجية« أهم أسباب الخلافات الزوجية وأهم الحلول لها، حيث أوضح أنه لاحتواء المشكلات الزوجية، يجب استعمال طرق فنية بسيطة تتمثل في مناقشة المشكلة مع الطرف الآخر على انفراد ودون حضور الأطفال، ومحاولة الحفاظ على الحدود قدر الإمكان، أي المحافظة على العلاقة الزوجية بدون جرح أحدهم للأخر، إضافة إلى التأكد من المعلومات التي يستند إليها الزوج والتركيز على سلوك معين، وليس التعميم عن طريق تحديد الخطأ، وكذا إثارة النقاش بينهم بعد حدوث المشكلة، كما ركز المحاضرعلى أهمية إغلاق الموضوع وعدم فتحه عند أي مجلس نقاش آخر، أي سحب ملفات الماضي من الحاضر باعتبار أن هذا الموضوع من المدمرات الأسرية، مضيفا أنه لا يوجد فشل في الحياة، بل هناك خبرات وتجارب، وهذا إذا حول الإنسان نقاط ولحظات ضعفه وفشله إلى عامل قوة، إذا استثمر فيها، ويكون العكس إذا هو استسلم لها، مشيرا أنه يوجد 4 أهداف عليه أن يسطرها والمتعلقة بالانتقال من الانفعال إلى الفعل، ومعرفة أصناف الناس، وكذا معرفة المهارات لمواجهة التحديات، الصمود والمواجهة. ومن خلال المحاضرات التي ألقاها المختصون والمشاركون في الأيام الوطنية، فقد أجمعوا على أن الأسرة كالمركبة بحاجة إلى رخصة للقيادة والمتمثلة في الذكاء العاطفي الذي يحتاجه كل إنسان لتكوين أسرة، وتسييرها بطريقة سليمة، مشيرين إلى أن العنف الأسري لا يصدر من الأشخاص الأميين فقط بل حتى من أولئك المثقفين والمتعلمين، باعتبارهم لايستعملون الذكاء العاطفي، والذي يمثل 50 بالمئة من التركيبة البشرية، على حد قولهم.