كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى، أول أمس، من ولاية ورقلة أن المناطق الصحراوية تساهم بنسبة 16 بالمائة في توفير متطلبات السوق الوطنية من المنتجات الفلاحية، منوها بالمجهودات المبذولة في إطار مخطط استصلاح الأراضي الصحراوية، كما دعا مربي الإبل إلى تنظيم أنفسهم وتشجيع الشباب على الاهتمام بهذه الثروة الأساسية بالجنوب، مؤكدا دعم الوزارة من خلال الديوان الوطني للخيول والإبل مع التحضير لتنظيم الصالون الوطني الثالث شهر فيفري المقبل وفتح مسالك جديدة لسباق الإبل. وخلال إشراف ممثل الحكومة على فعاليات توزيع الجوائز على أحسن مربي الجمال وإنتاج الحليب، على هامش الصالون الوطني الثاني للإبل، بورقلة من 28 إلى 29 مارس الجاري، استمع لانشغالات المربين التي تمحورت أساسا حول فتح منابع مائية جديدة لمراعي الإبل للحد من نسبة نفوقها خاصة بسبب حوادث المرور، بالإضافة إلى دعوة مصالح مجمع سونطراك والمؤسسات الأجنبية الناشطة في الحقول البترولية إلى ضرورة التكفل بالنفايات البترولية التي تؤثرا سلبا على البيئة وحياة الإبل بشكل خاص، وهي الانشغالات التي أكد الوزير بأنها محل اهتمام الوزارة وسيتم التكفل بها في أقرب الآجال ودعا المربين إلى نقل انشغالاتهم للسلطات المحلية والوزارة مع اقتراح الحلول الكفيلة لتنمية تربية الإبل التي تعد ثروة اقتصادية وثقافية وتاريخية للمنطقة، وعليه فإن نوعية التدخل ستكون خاصة من خلال فتح مراع جديدة تكون محمية مع توفير الكلأ والماء. واستغل السيد بن عيسي اللقاء للتأكيد على قرار الوزارة القاضي بفتح نقاط بيع الشعير المدعم بالقرب من الموالين للقضاء على كل محاولات المضاربة، وهي المهمة التي أوكلت للديوان الوطني للحبوب، مشيرا إلى أن اهتمام فلاحي المنطقة لا يجب أن يكون منصبا على استصلاح الأراضي على حساب مناطق الرعي وهي النقطة التي ستكون محل اهتمام مديرية الفلاحة بالولاية، بالإضافة إلى تحديد نوعية النباتات التي تتماشي وطبيعة تغذية الإبل ليتم زرعها بالمراعي وهو ما يسمح مستقبلا بالحد من تنقل الجمال من منطقة إلى أخرى بحثا عن مصادر المياه، الأمر الذي رفع من حوادث المرور بالولاية. وبخصوص الأموال المخصصة لدعم تربية الإبل، أكد الوزير أنها متوفرة حيث فضلت الوزارة ترك الغلاف المالي المخصص لهذا النشاط مفتوحا لغاية تحديد نوعية الطلبات، بشرط إشراك كل الفاعلين في تنمية وتطوير تربية الإبل والتعريف بمنافعها بالجنوب خاصة وأن لحمها وحليبها معروف عنهما أنهما علاج للعديد من الأمراض. وبعين المكان أعطى الوزير توجيهات للمصالح البيطرية للاهتمام بصحة الإبل والتلقيح لوقايتها من الأمراض المتنقلة، مع تدريب المربين على الطرق السليمة التي يجب تطبيقها لحماية سفينة الصحراء، خاصة وأن الوزارة بادرت منذ عدة سنوات بفتح العديد من المعاهد بالمنطقة بغرض حماية النباتات وحيوانات الصحراء مع إعداد العديد من البحوث عنها، وهي النشاطات التي ستدعمها مؤسسة الهندسة الريفية بالمناطق الصحراوية التي تأكد أنها تدعم طلبات سوق المنتجات الفلاحية بنسبة 16 بالمائة وهو رقم مرشح للارتفاع، مما يجعل الصحراء مستودع الشمال في جميع المنتجات الفلاحية منها القمح، البطاطا، الطماطم وعدة أنواع من الفواكه. وفي اختتام فعاليات الصالون الذي نظم بعد 23 سنة من الطبعة الأولى التي احتضنتها الولاية سنة 1988 دعا الوزير المربية والباحثين إلى تنسيق العمل بغرض التحضير للطبعة الثالثة للصالون الذي تعمل الوزارة على أن يكون تقليدا سنويا بغرض تشجيع تربية الإبل وتنظيم سباقات الجمال، مع فتح مسالك جديدة للسباقات تمهيدا للمشاركة في سباقات دولية. يذكر أن الصالون شاركت فيه 16 ولاية و7 جمعيات لتربية الإبل، وبالإضافة إلى نصب خيم تمثل كل واحدة منها منطقة معينة من الجنوب، نظمت ندوات نشطها خبراء وأساتذة جامعيون استعرضوا فيها واقع تربية الإبل والبحوث التي أعدت حول طرق حماية هذه الثروة الحيوانية.