احتضنت قاعة الموقار بحر هذا الأسبوع العدد الثاني من نادي السينما الذي ينظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام تحت اشراف المخرجة نادية شرابي· العدد الثاني للنادي شهد عرض فيلم "المنارة" لبلقاسم حجاج الذي أنتج في 2004 وذلك بحضور المخرج وكاتب الحوار الطاهر بوكلة الى جانب الممثلين الرئيسيين في العمل سمية مزيان وخالد بن عيسى·وقد سعى بلقاسم حجاج والطاهر بوكلة الى الإجابة على مختلف الأسئلة التي وجهت لهما من طرف طلبة معهد الإعلام ومعهد السمعي البصري لأولاد فايت الذين حضروا اللقاء·أكد خلالها حجاج أنه لم يسع أبدا الى تصوير بشاعة الإرهاب ولا العزف على وتر الأحاسيس والمشاعر بقدر ما سعى الى الإجابة على سؤالين جوهريين وهما لماذا وكيف؟ ولهذا السبب يقول المخرج سعينا الى العودة الى أصول المشكلة أي أحداث أكتوبر 1988· ومن بين أهم النقاط التي دار حولها النقاش أيضا المحور الرئيسي الذي اختاره المخرج لتحريك الأحداث والقائم على صداقة جمعت بين (فوزي، أسماء ورمضان) والتي قفزت على واقع المجتمع الجزائري ليعطي صورة لا تستند لأي قاعدة واقعية وهنا أوضح حجاج أن العمل السينمائي هو مجرد خيال يستقي بعض عناصره من الواقع وليس العكس لذلك ما تضمّنه العمل ليس بالضرورة هو الحقيقة·النقاش توقف أيضا عند صورة الاغتصاب التي قدمها الفيلم حيث اعتبر مجموع الطلبة أنه لم يكن من الضروري أن يصور المخرج الفعل وكان بامكانه الاكتفاء بالرمز والدلالات لكن حجاج أكد أن السينما هي صورة بالدرجة الأولى، مشيرا الى أنه حرص على تقديم المشهد بشكل لا يخدش الحياء العام وبدون القفز عليه· أما عن وجود نفس من الكوميديا في العمل الذي عالج مأساة وطنية حقيقية أكد حجاج أنه كان من الضروري التخفيف من ثقل العمل لذلك حاول توفير كميات أكسجين تجعل المشاهد يلتقط أنفاسه بين الحين والآخر· النقاشات طالت أيضا طريقة تلقي الجمهور للعمل بحيث بدى واضحا أن رد فعل الطلبة الشباب الذين لم يعيشوا تلك الأحداث كان مختلفا تجاه مختلف المشاهد التي قدمها الفيلم، والذين تعاملوا معه كفيلم خيالي بالدرجة الأولى وليس واقعا حدث في يوم من الأيام رغم أن المخرج استعان بالكثير من الصور الحقيقية المأخوذة من أرشيف التلفزيون· يذكر أن فيلم "المنارة" لبلقاسم حجاج يعد أول فيلم جزائري تناول مأساة العشرية السوداء التي عاشها الوطن وذلك بأسلوب جمع بين الطرح الجارح والقاس للأحداث وبين النظرة الانسانية للتطورات والغليان الذي أقحم فيه أفراد المجتمع وذلك في شكل لا يخلو من الجرأة مست السلطة والجيش والجماعات الاسلامية·