ألح رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم على ضرورة التعجيل بوضع مخطط عمل منسجم من أجل تحسين ظروف أمن الطرقات في القارة الإفريقية، باعتبار أن حوادث المرور تعد السبب الثاني للوفيات بإفريقيا، وأن التكفل بضحايا هذه الحوادث يمثل مابين 1 إلى 1.5 بالمئة من الثروات الوطنية للبلدان ذات المداخيل الوسيطة· وأضاف السيد بلخادم لدى إشرافه على افتتاح الندوة الأولى لمؤتمر الإتحاد الإفريقي لوزراء النقل أول أمس بقصر الأمم بنادي الصنوبر بالجزائر، في كلمة ألقاها أمام المسؤولين عن هذا القطاع أنه بات من الضروري اليوم إيلاء العناية لأمن الطرقات للتقليص من نسبة وفيات حوادثها· كما دعا رئيس الحكومة وزراء النقل الأفارقة إلى تبني موقف إفريقي مشترك بشأن التفاوض حول الخدمات الجوية بين الدول الإفريقية وأعضاء الإتحاد الأوروبي، مع وضع ضمانات ملائمة تشجع الدول والناقلين الأفارقة على المشاركة الفعلية في النقل الجوي الدولي، مؤكدا في هذا السياق على أهمية تقييم مدى تنفيذ القرارات المتعلقة بالنقل الجوي، كقرار ياموسوكرو· مشيرا إلى أن اللجنة الإفريقية للطيران المدني مطالبة بوضع قواعد تنافسية منسجمة على المستوى القاري إلى جانب وضع آلية لتسوية الخلافات· واعتبر رئيس الحكومة أن النقل الجوي في إفريقيا لا يمكنه بلوغ الأهداف المرجوة إلا إذا كان مشفوعا بالتزام قوي بتحسين الأمن الجوي من خلال احترام المعايير والممارسات التي أوصت بها المنظمة الدولية للطيران المدني، كما يجب أن يحظى الطيران المدني بالأولوية بسبب تضرر النقل الجوي "من أعمال التدخل غير القانونية"· حيث يقتضي الأمر الآن تصديق الدول المعنية على الأدوات القانونية الدولية في هذا المجال· أما في مجال النقل البحري فقال السيد بلخادم أنه لابد من تقييم وضع الإطار المؤسساتي القاري المتعلق بالنقل البحري، ولاسيما فيما يخص احترام الإتفاقيات الدولية المتعلقة بالسلامة، البيئة، الأمن، والتنظيم التجاري، وكذا تحسين الميثاق البحري الإفريقي المصادق عليه في 1993 بأديس أبابا، وتنفيذ توصيات مخطط عمل "أكرا" وتحديث التجهيزات الخاصة بمعاملة الركاب، إضافة إلى الشحن وطرق تسيير الموانئ التي ينبغي الاستجابة لها· من جهة أخرى، دعا المتحدث لإنجاز شبكة متسلسلة ومتكاملة لمنشآت الطرق والسكك الحديدية من أجل تدارك هشاشة الطرقات وخطوط السكك الحديدية التي تتوفر عليها إفريقيا، وتباين الخصوصيات التقنية وأنظمة الإستغلال حسب المناطق، وكذا ضعف وسائل الربط الضرورية بين الدول، مما يشكل عائقا أمام نمو المبادلات، الأمر الذي يتطلب ترقية البرامج الوطنية الخاصة بذلك· وقال رئيس الحكومة أن ذلك يتطلب البحث عن شراكة جديدة لتطوير المنشآت الأساسية، على غرار تلك التي تمت المبادرة بها ماليا بين الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي، من أجل حشد ما هو ضروري من موارد مالية إضافية واستكشاف إمكانيات للتمويل من قبل الهيئات المتعددة الأطراف وبعض الصناديق مثل الصندوق الإفريقي لتنمية هذه المنشآت الأساسية· وألح أيضا على عدم اغفال مراعاة العوامل المرتبطة بتغيير المناخ وأخذ مؤثراتها على منشآت النقل في الحسبان، لأن تسريع وتيرة النمو والتقليص من حدة الفقر يتوقفان على نوعية المنشآت الأساسية خاصة منشآت النقل، في الوقت الذي لايزال يسجل نقص هذه المنشآت ورداءتها في إفريقيا، لاسيما في ا لمناطق الريفية مما يشكل عائقا جوهريا للتنمية، وهي المناسبة التي ذكر من خلالها السيد بلخادم بمساهمة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى جانب نظرائه المبادرين بالشراكة الجديدة في إطار تنمية إفريقيا النيباد للنهوض بهذا القطاع، من خلال الشروع في عدة برامج وطنية ستسمح بتنمية إفريقيا واندماجها في الفضاء الأورو- إفريقي والجهوي وداخل افريقيا ذاتها· وفي معوض حديثه اعتبر المتحدث هذا اللقاء فرصة حاجيات الحركية في القارة وإحصاء العوائق التي تحول دون اندماج المنشآت الأساسية للنقل، والبحث عن الحلول الملائمة حتى لا ينعكس مسار العولمة بتهميش إفريقيا· من جهته وفي تصريح للصحافة قال السيد محمد مغلاوي وزير النقل أن الوضعية الحالية للنقل في إفريقيا تدعو للبحث عن مصادر تمويل إضافية خارج التمويل الافريقي لإقامة منشآت النقل الضرورية لفك العزلة وتحقيق التنمية التجارية والإقتصادية، وذلك من خلال تنسيق الجهود مع المنظمات الدولية المختلفة· أما السيد شريف طيب الأمين العام للمنظمة الدولية للطيران المدني فأكد على ضرورة الإستثمار في مجال النقل الجوي بإفريقيا لتشجيع وجلب الإستثمارات الأجنبية ورجال ا لأعمال، وبالتالي تحقيق موارد جديدة، وتطوير الصناعة والتجارة، والعمل على تطوير أمن الطيران المدني· وفي هذا السياق؛ أعلن المتحدث أن المؤتمر المقبل للملاحة الجوية الذي سوف ينعقد بجنوب إفريقيا في أكتوبر سيكون محطة لمراقبة مدى تقدم خطة عمل الدول الإفريقية لسد هذه الفراغات·وركز مفوض الإتحاد الإفريقي للبنى التحتية والطاقة السيد بيرنارد زوبا، على أهمية التفهم المشترك للإندماج القاري والإقليمي لإعداد السياسات الخاصة بالنقل، لأن إفريقيا بمساحتها الكبيرة تعاني من نقص كبير في المنشآت الأساسية مما يجعل العديد من الشركات في عزلة ومهددة بالزوال، إضافة إلى نقص الأمن في النقل الجوي والبحري خاصة الذي لايزال يعاني من قدم الأسطول والقرصنة·