قال المجاهد أرزقي باسطا، أول أمس بمركز التسلية العلمية لمؤسسة فنون وثقافة بالجزائر العاصمة، إن مظاهرات 1 ماي 1945 بالعاصمة كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت غضب الجزائريين مطالبين بالانعتاق من نير الاحتلال، فخرجوا يوم 8 ماي 1945 رافعين رايات الجزائر منادين بحياتها. وأوضح المجاهد أن مناضلين ينشطون بالقصبة كانوا وراء تنظيم مظاهرات بالعاصمة، مشيرا إلى أن الوعي بظلم الاحتلال جمح الروح الوطنية بسبب بطش الجيش الفرنسي وقمعه للحريات والأفكار، ولذلك تفطن بعض المناضلين الأذكياء وأطلقوا إشاعة مفادها أنه على الجزائريين الخروج في صفوف ليأخذوا مكاسب وغنائم الحرب العالمية الثانية التي سيتركها الجيش الأمريكي بدلا من الفرنسيين وأقنعوهم بأن الأولوية لهم في المطالبة بذلك. وربط السيد باسطا الحادثة التي بلغت مسامع الجزائريين في كل القطر، إلى تأثيرها على الناس ودفعت بهم للخروج في كل من سطيف وقالمة وخراطة مطالبين فرنسا بالوفاء بعهدها في منح الاستقلال للجزائر بعد أن خرجوا منتصرين من الحرب العالمية، ولكن هيهات أن تفعل. وشدد المتحدث في معرض مداخلته على ''ضرورة أن يكون ناقل الأحداث الثورية قد رأى بعينيه وسمع بأذنيه وإلا فلا يتحدث عن الثورة البتة''، وأردف قائلا ''هناك شخصيات قدمت للوطن دون أن تنال قسطا من التقدير بسبب هؤلاء الذين يرون أحداث الثورة نقلا عن أشخاص آخرين دون أن يكونوا ممن عايشوا حقا الحدث''.