كانت عملية المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت أوّل أمس فرصة كبيرة ومهمة لكلّ الناخبين الوهرانيين من أجل إثبات الذات والتأكيد بأنّ الجزائر لا يشيّدها أحد سوى أبنائها المخلصين والغيورين الذين يؤمنون إيمانا قاطعا بأنّهم لا يملكون بلدا آخر غير الجزائر، كما جاء ذلك في العديد من الخطابات التي كان يلقيها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. هذا الأمر أظهره الوهرانيون المسجّلون في مختلف القوائم الانتخابية في مراكز ومكاتب الاقتراع التي توافد عليها المنتخبون بقوّة منذ الساعات الأولى لعملية الانتخاب، حيث وصلت نسبة المشاركة في حدود الساعة العاشرة من يوم الانتخاب 92,13 في المائة، وسجّلت أعلى نسبة مشاركة عند هذه الساعة ببلدية البرية ب 73,26 في المائة ليستمر الأمر على هذا المنوال في عملية التصويت لتصل نسبة المشاركة عند الساعة الواحدة بعد الزوال إلى 57,26 في المائة لتتقدّم بلدية بوفاطيس في عملية المشاركة وذلك بنسبة 19,35 في المائة. أمّا في حدود الساعة السادسة مساء فقد وصلت نسبة المشاركة إلى 33,33 في المائة وهو الأمر الذي جعل السلطات العمومية تقرّر تمديد فترة التصويت إلى الساعة الثامنة قصد تمكين الكثير من الناخبين من أداء واجبهم الانتخابي خاصة بعد التأكّد من استمرار التوافد على مكاتب ومراكز الاقتراع كون الكثير من الناخبين المسجّلين فضّلوا في الصبيحة قضاء مصالحهم ثم التوجّه إلى مكاتب الانتخاب لأداء واجبهم الانتخابي، وفعلا كان القرار في محله حيث مكّنت الساعة الإضافية التي تمّ تمديدها من رفع نسبة المشاركة إلى 26,44 وهو ما يعادل مشاركة 444725 ناخب في العملية الانتخابية علما بأنّ أعلى نسبة عند غلق مكاتب ومراكز الاقتراع كانت في بلدية حاسي مفسوخ ب69,74 في المائة أمّا أدنى نسبة فقد سجّلت ببلدية وهران وهي 68,33 في المائة. يذكر بالمناسبة، أنّ العديد من الوهرانيين الذين التقيناهم في مكاتب الاقتراع أكّدوا أنّ الفعل الانتخابي واجب يجعلهم يشعرون عند أدائه أنّهم مواطنون بامتياز والآن ما على المترشّحين الفائزين في هذه التشريعيات إلاّ أداء واجبهم على أكمل وجه، وأن لا يخيّبوا ظنّ من انتخبوهم، ومن ثمّ فإنّ الكرة الآن في مرمى النوّاب الجدد للاهتمام الفعلي بالمشاكل الحقيقية التي واجههم بها الوهرانيون من مختلف شرائح المجتمع والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها تحقيقا لتنمية فعلية ودائمة. يذكر أنّه بعد غلق مكاتب ومراكز التصويت تمّ الشروع في عمليات الفرز وحساب الأوراق الانتخابية، حيث أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية تقدّم حزب جبهة التحرير الوطني علما بأنّ عمليات الفرز استمرت طيلة ليلة ويوم الجمعة بشكل متواصل. بالمناسبة يجب الإشارة إلى أنّ عدد المقاعد النيابية المخصّصة لولاية وهران يبلغ 18 مقعدا تنافس عليها 37 حزبا سياسيا و6 قوائم حرة وأنّ الهيئة الناخبة تعادل 4,1 مليون شخص مسجّل في القوائم الانتخابية جنّد لها أزيد من 15 ألف عون كانوا موزّعين على 262 مركز تصويت و2131 مكتب تصويت زارها تسعة ملاحظين دوليين من الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الإفريقي، الجامعة العربية وعضو ملاحظ من منظمة غير حكومية جاء إلى الجزائر من أمريكا الجنوبية، وأكّد الجميع على السير الحسن والممتاز للعملية الانتخابية منذ البداية إلى غاية عمليات الفرز وإعلان النتائج النهائية التي عادت فيها الكلمة القوية لحزب جبهة التحرير الوطني الذي كان متقدّما كثيرا على منافسيه الآخرين من الأحزاب السياسية.