لم تمر الذكرى ال64 ليوم النكبة دون تسجيل مزيد من الانتهاكات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني المصر على استرجاع حقوقه المغتصبة وتحرير أرضه لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأصيب خمسة فلسطينيين بالاختناق اثر استنشاقهم للدخان المنبعث من الغازات السامة المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات مع الفلسطينيين الذين كانوا يتظاهرون في محيط معبر قلنديا شمال مدينة القدسالمحتلة بمناسبة إحياء هذه الذكرى. وقام متظاهرون فلسطينيون باقتحام حاجز نعلين العسكري الإسرائيلي غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية أثناء فعالية أطلق عليها ''مسيرة العودة التاريخية إلى مدينة الرملة'' رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد التمسك بحق العودة للاجئين فاستقبلتهم قوات الاحتلال بإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع. وشهدت عدة قرى في الضفة الغربية مواجهات مماثلة أسفرت عن عدد من الإصابات بالاختناق واعتقلت خلالها القوات الإسرائيلية ثلاثة فلسطينيين على الأقل. ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر ماي من كل عام ذكرى النكبة التي ألمت بهم عام 1948 اثر إقدام العصابات اليهودية المتطرفة على تهجير وترحيل آلاف الفلسطينيين عنوة من قراهم وصادرت أراضيهم لإقامة دولتهم اليهودية البحتة على أنقاض فلسطينالمحتلة. وبهذه المناسبة وجه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي رسالة إلى الأمين العام الاممي بان كي مون طالبه فيها بتحمل الأممالمتحدة لمسؤولياتها والعمل على تنفيذ قراراتها وفرض العدالة الدولية الغائية عن فلسطين طوال 64 عاما. وذكر رئيس الدبلوماسية الفلسطينية بالقرار الاممي رقم 194 والذي يؤكد على حق عودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في الشتات ومخيمات اللجوء بالدول المجاورة إلى منازلهم وقراهم الأصلية. وأكد المالكي على تمسك الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع جوان 1967 وعاصمتها القدسالشرقية كما تنص على ذلك خارطة الطريق. كما أكد ''عزم بلاده على المضي قدما نحو الاستقلال وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإحقاق الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحق في تقرير المصير وتجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها منذ 64 عاما بناء على قرار الأممالمتحدة .''194 وفي نفس السياق أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب وجهه للشعب الفلسطيني عشية حلول ذكرى النكبة انه لن يكون هناك سلام مع إسرائيل دون اعترافها بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وقال أنه ''لن يكون هناك أي اتفاق سلام لا يتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقدس عاصمة الدولة الفلسطينية وإننا على ثقة تامة أنه لا سلام دون الاعتراف بدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف أما الاستيطان فلن يجلب السلام للإسرائيليين''. وأضاف ''نحن باقون على هذه الأرض كأشجار زيتوننا'' مشيرا إلى أن مدينة القدسالمحتلة هي ''بوابة ومفتاح السلام''. ووجه تحية ل''انتصار'' الأسرى الفلسطينيين في معركة الإضراب عن الطعام المفتوح الذي انتهى أول أمس بعدما رضخت سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمطالبهم بتوقيع اتفاق بين الأسرى وسلطات السجون الإسرائيلية يقضي بوقف الإضراب.