أعرب العديد من الخبازين الناشطين على مستوى العاصمة عن تخوفهم من تعرضهم لخسائر مادية، جراء الانقطاعات المستمرة للكهرباء التي ترتفع خلال موسم الصيف، مطالبين بتحسين الظروف التي ينشطون فيها والنهوض بهذا القطاع. وخلال الجولة التي قمنا بها بالعديد من بلديات العاصمة، ذكر العديد من الخبازين في حديثهم ل''المساء''، أن ''شبح'' الانقطاعات المستمرة للكهرباء عاد ليطاردهم، لاسيما ونحن على أبواب موسم الصيف، حيث ترتفع هذه الظاهرة جراء الاستعمال المفرط للكهرباء التي لا تتحمل المولدات الكهربائية النسبة العالية للاستهلاك، حيث يعود هذا الوضع بالسلب عليهم ويكبدهم خسائر كبيرة. ودعا محدثونا المصالح الوصية، والتي على رأسها وزارة التجارة، التعجيل في سن نص قانوني من أجل تنظيم عملية تعويض الخبازين المتضررين من هذه الظاهرة، لاسيما وأن العديد منهم قد تضرر كثيرا السنة الماضية من الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، لا سيما على مستوى الأجهزة؛ كالأفران والثلاجات، بالإضافة إلى تلف المادة الأولية كالعجين، وكلها خسائر لم يتم تعويضهم عنها إلى غاية كتابة هذه الأسطر، حسب محدثينا.وأضاف المهنيون أن مديرية توزيع الكهرباء والغاز لولاية العاصمة، وعدتهم السنة الفارطة بتعويضهم بسبب الخسائر الكبيرة التي يتكبدونها جراء هذه الإنقطاعات، إلا أن عملية التعويض ظلت تتأخر كل مرة، إذ لم يتحصل المعنيون بالأمر على حقهم إلى غاية كتابة هذه الأسطر. في هذا السياق، طالب محدثونا السلطات الوصية التعجيل في توفير محولات كهربائية لفائدة كل خباز، في إطار تحسين التزود بالطاقة الكهربائية، وتجنيبهم تلك الخسائر الكبيرة جراء انقطاع التيار الكهربائي، مشيرين إلى أن هذا الإجراء الذي اتخذته وزارة التجارة منذ قرابة شهرين، إلا أنه لم يتم الانطلاق في تجسيده إلى غاية كتابة هذه الأسطر، على حد قولهم. من جهته، أكد رئيس اتحاد الخبازين، يوسف قلفاط في حديثه ل''المساء''، أن مؤسسة سونلغاز سبق وأن وعدت أكثر من 2000 خباز ينشط على مستوى بلديات العاصمة، بتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم السنة الفارطة، جراء الإنقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، إلا أن هذه الوعود لم يتم تجسيدها على أرض الواقع، الأمر الذي انتقده المعنيون بالأمر وزاد من مخاوفهم، خاصة ونحن على أبواب موسم الصيف، حيث ترتفع ظاهرة انقطاع الكهرباء نتيجة الاستهلاك الكبير لهذه المادة.وأشار محدثنا إلى أن العديد من الخبازين واجهوا مشكلا كبيرا في الاستفادة من التعويض عن خسائرهم من قبل شركات التأمين، لأن العديد من المواد الأولية لا يمكن التأمين عليها، والتي تعرضت للتلف بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وتتطلب وضعها في درجة برودة محددة، إلا أن شركات التأمين تكتفي بالتأمين على الأجهزة والمحلات والعمال فقط، وطالب الجهات الوصية أن تأخذ هذه الزاوية في الحسبان، وتعيد النظر فيها، لاسيما وأن العديد من الخبازين اضطروا إلى غلق محلاتهم وتحويل نوعية تجارتهم، بسبب الخسائر التي تكبدوها. من جهة أخرى، كشف مصدرنا عن قرار وزارة التجارة فيما يخص منح الخبازين قرضا قيمته 100 مليون سنتيم، من أجل اقتناء مولدات كهربائية تجنبهم الخسائر المادية جراء انقطاع التيار الكهربائي، وستنطلق كل من المديرية العامة لبنك الفلاحة والتنمية الريفية ''بدر'' بالتنسيق مع اتحادية الخبازين، في توزيع هذه الصكوك في الأيام القادمة.من جهته، أوضح مدير التجارة لولاية الجزائر السيد يوسف العماري، في اتصال مع ''المساء''، أن مصالحه لم تتلق أي إجراءات أوقرارات جديدة لصالح الخبازين الذين ينشطون على مستوى العاصمة، لاسيما تلك التي تتعلق بالتعويضات المالية عن الأضرار التي تكبدها المعنيون بالأمر السنة الفارطة، جراء انقطاعات التيار الكهربائي، مشيرا إلى أن مشروع منح قرضا للخبازين من أجل الاستفادة من اقتناء مولد كهربائي، تبقى بين الوزارة الوصية واتحاد الخبازين. أما فيما يخص تحسين الظروف التي ينشط فيها الخبازون بالعاصمة، فقال المسؤول الأول بالمديرية؛ ''إن الخبازين الذين ينشطون بطريقة قانونية، يحصلون على هامش ربح لا بأس به، تبقى تلك النقائص التي يواجهونها، بعضها متعلق بالوزارة الوصية، لا سيما تلك الخاصة برفع سعر الخبز وتوسيع دائرة التأمينات لتشمل المواد الأساسية، إلا أنه إلى غاية هذه الساعة، لم أتلق أي قرار برفعه السعر، حيث لازالت ثابتة في 8 دنانير و50 سنتيم''.