نظّم اتحاد أولياء التلاميذ لشرق ولاية الجزائر أمس بدار الشباب المغاربي في باب الزوار ملتقى حول المستوى التعليمي وتأثيراته على الأسرة والمجتمع، حيث أشار رئيس الاتحاد علي بن زينة إلى أهمية الموضوع المطروح للنقاش باعتبار أن للتحصيل المدرسي دور كبير في حياة الإنسان ومستقبله الوظيفي وحتى الشخصي. وقال المتحدث لدى افتتاح أشغال الملتقى أن فكرة تنظيم هذا الملتقى جاءت لابراز الأهمية البالغة لهذا الموضوع وتأثيراته على حياة الفرد والمجتمع في آن واحد "فالتحصيل العلمي أصبح ضرورة حتمية تقتضيها المرحلة الحالية، فلا مجال إلا لذوي الشهادات العلمية العالية والأولوية لهم وعلى الأسرة أن تعي هذا وتحرص على بلوغ أبنائها مراحل متقدمة من التعليم والتحصيل وذلك برعايتهم الرعاية الصحيحة إلى جانب توفير المناخ المناسب لذلك"، كما أضاف. وشهد الملتقى إلقاء محاضرات لمجموعة من المختصين التربويين والنفسانيين دارت حول أسباب الضعف المدرسي وطرق علاجه، التأثيرات السلبية في تربية الطفل، حقوق الطفل في المواطنة، دور الأسرة والمجتمع في التحصيل العلمي، التخلف في التحصيل العلمي وآثاره وطرق علاجه. وأظهرت هذه التدخلات أهمية الدور الذي تلعبه الأسرة، أي الأولياء، في التربية الصحيحة للأبناء وفي ضمان تمدرس جيد لهم عبر متابعتهم الدائمة وفتح قنوات الحوار لاسيما مع المراهقين. كما لم يغفلوا الدور الكبير الذي يلعبه الأساتذة والمعلمون في دعم التحصيل العلمي للتلاميذ في كل الأطوار، عن طريق الابتعاد عن أسلوب التهميش والتجريح، ومحاولة كسب التلميذ والتحاور معه لادراك أسباب ضعف تحصيله الدراسي الذي ينعكس على تصرفاته ويجعله أكثر عدوانية، في حين أن العلاج يكمن في الاهتمام به وفهمه وكذا فتح باب الحوار الدائم المبني على الايجابية بدل السلبية في التعامل. في السياق، قال رئيس خلية الإصغاء والنشاط الوقائي للأمن الوطني بمقاطعة الدارالبيضاء أن الحملات التحسيسية التي تقوم بها الخلية طيلة العام على مستوى المؤسسات التربوية أظهرت أن هناك أخطارا محدقة بالتلاميذ على رأسها الإدمان على المخدرات، الذي أشار إلى انه يأخذ منحنيات خطيرة جدا، لذا فإنه دعا الأولياء إلى تكثيف الاتصال مع أبنائهم وتخصيص أوقات لهم، مضيفا انه لمس من خلال عمله الميداني الحاجة الماسة للتلاميذ إلى جهة يتحدثون إليها، محذرا من مغبة اللجوء إلى أسلوب العنف والتهديد مع الأطفال. للاشارة تم على هامش الملتقى الذي يأتي احتفالا باليوم العالمي للطفولة الموافق للفاتح جوان من كل عام تنظيم ورشات في أنشطة الأشغال اليدوية والرسم لتحسيس التلاميذ بالحفاظ على البيئة، كما خصصت أنشطة رياضية لصالح الأطفال في الفنون القتالية وأنشطة ترفيهية مختلفة، وعرضت بالمناسبة مسرحية حول أهمية طلب العلم، وتم تقديم عروض غنائية وقصائد شعرية باللغات العربية والفرنسية والانجليزية.يذكر أنه ثاني ملتقى ينظمه الاتحاد منذ اعتماده، وخصص الملتقى الأول لوضعية الهياكل المدرسية في منطقة شرق العاصمة-.