مع حلول فصل الصيف، يحلو للكثيرين تناول الآيس كريم طمعا في تحقيق التوازن ما بين حرارة الجسم والجوّ العام.. لهذا تعتبره شرائح مختلفة ضيفاً عزيزاً في موسم الحر، وتفضل تناوله بين الحين والآخر، استمتاعا ببرودته وطلبا لنكهته المميزة، لاسيما في ظل تنوع تركيباته وأشكاله التي يتفنن بها المختصون في قاعات الشاي والمطاعم، لجعله في منتهى الجاذبية. ولكن المثير في إطار هذه الظاهرة الصيفية، هو أنّ البعض يخرجون عن النطاق الجغرافي المخصص لتناول هذه التحلية، فمن القاعات المخصصة لها إلى الشوارع، حيث لا يجدون حرجا في المشي ولعق الآيس كريم.. وما أكثر المقبلين على هذا السلوك، علاوة على خطر التلوث والتصاق الغبار به. لا شك أن الأكل في الشوارع والطرقات والأسواق يُعَدُّ عنوان التخلي عن الوقار والأدب، وقد رُوِيَ عن الرسول المصطفى (صلى الله عليه و آله) أنه قال : « الأكل في السوق دناءة «.. فما بالك بمن يتناول الآيس كريم في الشوارع، وهو يتقاطر على بلاط الأرصفة بفعل الذوبان السريع إثر تعرضه لأشعة الشمس.. بل العجب عندما تشاهد صاحبه أو صاحبته يلقي بالعلبة والمعلقة في الأرض حال الانتهاء من تناوله! المفترض أن الشخص العاقل النظيف لا يتسبب في قذارة الشوارع والأماكن العمومية، تفاديا لتشويه المحيط والتسبب في جلب الحشرات وانتشار الأمراض.. لكن متى يستوعب البعض يا ترى أنّ هذا السلوك لا يتناسب مع آداب الأكل، وينافي آداب الطريق، ليصبح المفترض واقعا؟