سيسمح لزوار مبني البريد المركزي بالاطلاع على مجموعة من الطوابع القديمة وتجهيزات بريدية كانت تستغل خلال العهد الاستعماري، حيث قررت مؤسسة بريد الجزائر إعطاء المبني الذي يعد معلما تاريخيا طابعا ثقافيا وتاريخيا من خلال تدشين أول متحف لخدمات البريد بالجزائر تزامنا واحتفالات الذكرى ال50 لعيد الاستقلال، وهي المبادرة التي استحسنها السيد يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم المكلف بتسيير وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الذي أكد أن مبني البريد المركزي يعتبر مفخرة الجزائر وجب حمايته لاجيال المستقبل، من جهته اكد مدير مؤسسة بريد الجزائر السيد محند العيد محلول ان متحف البريد لن يؤثر على باقي الخدمات البريدية التي ستتواصل بصفة عادية ببهو القاعة المركزية. يضم أول متحف بريدي بالجزائر كل الطوابع التي طبعت من الفاتح نوفمبر 1962 إلى غاية اليوم، مع عرض مختلف التجهيزات البريدية التي كانت تستغل إبان الثورة على غرار حاسبة النقود اليدوية، جهاز التصديق على الرسائل بالاضافة إلى عرض مختلف بدلات سعاة البريد. وبالمناسبة صرح مدير المؤسسة السيد محند العيد محلول ل«المساء" أن مبني بريد الجزائر يعتبر معلما تاريخيا كونه يخلد العديد من الذكريات، فكل الجزائريين تعودوا على المبنى وعليه وجب الاعتناء به كمعلم تاريخي لذلك تقدمت المؤسسة بطلب لوزارة الثقافة بغرض تصنيفه ضمن المعالم التاريخية من طرف منظمة "اليونسكو" بغرض حماية اثاره من الاندثار وهو الذي يحمل ضمن زخارفه أعمالا جزائرية قديمة وشعارات كتبت بأحرف من ذهب، وعليه تقرر تهيئة بعض الفضاءات غير المستغلة بالمبني الذي يضم ثلاثة طوابق من خلال نزع كل التجهيزات البريدية القديمة وعرضها على الزوار والسياح للكشف عن تاريخ البريد ومختلف مراحل تطوره. بالمقابل وفي انتظار الحصول على اعتماد الوزارة للمتحف سيتم القيام بعدة أشغال تهيئة وترميم مع إطلاق دراسة في المستقبل القريب لإعادة تهيئة كل فضاءات البريد المركزي لتوسيع المتحف وتخصيص مساحات للزوار وأخرى لهواة جمع الطوابع، وعن المبلغ المالي المخصص للعملية أشار المتحدث إلى أنه لم يتم تحديد قيمته الحقيقية بعد كما لم يتم الاتفاق إذا ما كانت زيارة المتحف ستكون مجانية أو تخصيص مبلغ رسمي، كون الامر يعود الى وزارة الثقافة التي سترعى كل النشاطات التي تكون على مستوى المتحف، بالمقابل ركز السيد محلول على ضرورة الحرص على إبقاء كل الخدمات البريدية بالمبني ليتم الجمع بين الماضي والحاضر. وبغرض بلوغ المستويات العالمية في مجال خدمة المتحف البريدي اشار السيد محلول إلى أنه يجب ان يتربع المتحف على مساحة 55 ألف متر مربع، وهي المساحات المتوفرة بمبني البريد المركزي بعد إعادة ترميم وصيانة باقي القاعات والطوابق، حيث يتوقع أن يتم نقل المتحف الى الطابق الثاني على أن يخصص الطابق الثالث للهواة، وهو اقتراح ستقدمه المؤسسة لوزارة الثقافة بعد الحصول على الاعتماد. وككل مناسبة كشفت مؤسسة بريد الجزائر أول أمس عن مجموعة من الطوابع البريدية التي خصصت للاحتفال بعيد الاستقلال تتضمن مجموعة من المواضيع منها ما تعلق بإنجازات رئيس الجمهورية بالنسبة للنقل والسكن والموارد المائية، وأخرى تبرز إنجازات وحدات الجيش الوطني الشعبي، وقد أشرف وزير الطاقة على التصديق على هذه الطوابع التي سيتم تسويقها ابتداء من اليوم عبر جميع المكاتب البريدية بسعر 15 دج.