تأسفت العداءة باية رحولي المختصة في القفز الثلاثي، لعدم تسجيل حضورها في الألعاب الأولمبية للمرة الثالثة على التوالي، وذلك بعد إخفاقها في تحقيق الحد الأدنى الأولمبي «أ» في البطولة الوطنية المفتوحة التي اختتمت يوم السبت الماضي بالمركب الاولمبي محمد بوضياف... وأرجعت بنت حي باب الوادي، سبب تخلفها عن دورة لندن إلى الفضيحة التي ضربت الرياضة الجزائرية في قلبها (ألعاب القوى) على خلفية ثبوت تعاطي المنشطات من طرف زهرة بوراس اختصاص 800م والعربي بورعدة في العشاري. - بداية، كيف تنظر رحولي إلى قضية بوراس وبورعدة؟ -- أعتقد أن الرياضيين مهددون في كل لحظة بالوقوع في فخ تناول المنشطات لعدة أسباب، منها جهلهم لمحتوى المواد التي يتناولونها من جهة، وغياب المراقبة حول هذه المنشطات من الوصاية والاتحادية من جهة أخرى. - كنت ضمن الوفد المشارك في البطولة الإفريقية التي جرت بالبنين، كيف تلقيتم النبأ؟ -- عند وصولنا إلى بورتونوفو، قرر الطاقم الفني إجراء حصص تدريبية خفيفة بمكان المنافسة بهدف التأقلم مع المضمار والمناخ السائد هناك... وعند إستعدادنا لهذه التمرينات تم إشعارنا بأن بورعدة وبوراس لن يشاركا في الموعد القاري بسبب ثبوت تناولهما منشطات.... الأمر الذي أخلط الأوراق وجعل الرياضيين يدخلون في حالة شك بخصوص قدراتهم الفنية والبدنية في المنافسة. - نفهم من كلامك أن هذا الخبر أثر على مردودك؟ -- لم يؤثر على نتائجي فقط، بل تعداها أيضا إلى حصيلة الجزائر التي اكتفت بالمركز السادس في الترتيب العام للبطولة، فهذه القضية كانت بمثابة فاجعة لأم الرياضات، خصوصا وأن الثنائي حقق التأهل إلى لندن بكل جدارة واستحقاق بعد سلسة من التدريبات... وأتمنى أن تظهر الحقيقة في أقرب وقت لأن الإقصاء من المشاركة في أكبر محفل دولي في بداية مشوار العدائين يعد نقطة سوداء . - ماذا تقصدين بظهور الحقيقة؟ -- حسب اعتقادي، هذه القضية مدبرة من أطراف خارجية تود ضرب الرياضة الجزائرية في صميم قلبها ألعاب القوى. - وإذا عدنا للحديث عن سبب غيابك عن بعض المنافسات لسنوات، فما سر هذه العودة القوية؟ -- لقد تعرضت لفترة إلى عدة إصابات، ولم أود المخاطرة بالمشاركة في منافسة دولية حيث لم أكن في لياقة جيدة... وتوقفي عن المنافسة لفترة لا يعني توقفي عن التدريبات، بل واصلت التحضيرات دون انقطاع، وهو الأمر الذي مكنني السنة الماضية من العودة بقوة إلى المنافسات الرسمية وشاركت في المواعيد التي كنت فيها متأكدة من قدراتي وغير مصابة وتحصلت على عدة ألقاب في تجمعات دولية أبرزها ذهبيتا الألعاب الإفريقية والألعاب العربية. - بالرغم من فترة الراحة لازلت تتمتعين بمستواك العالي؟ -- الحمد لله، فبفضل رفاقي وتشجيع عائلتي عدت إلى المضمار وإلى المستوى الذي كنت أتمتع به، خاصة في اختصاص القفز الثلاثي الذي حققت فيه هذا الموسم إنجازات من المستوى العالي... كما أن مستواي تحسن بشكل كبير بدليل أنني فزت باللقب الإفريقي والعربي في الموزمبيق والدوحة... لكن بالمقابل أتاسف من عدم حصولي على تأشيرة أولمبياد لندن للمرة الثالثة على التوالي رغم تسجيلي قفزة طولها 13.35 مترا. - بالنظر إلى رزنامة تحضيراتك، كنت من بين العدائين الذين استفادوا من تربصات عالية المستوى... -- فعلا كنت من بين العدائين الذين استفادوا من امتيازات الاتحادية، حيث وافقت هذه الأخيرة على إرسالي إلى جنوب إفريقيا لإقامة معسكرات تدريبية رفيعة المستوى رفقة أبطال عالميين من القارة السمراء… لكن التدريبات لم تكن هي النقطة الفاصلة في تأهلي إلى لندن، إنما الإصابة التي تعرضت لها شهر جوان الماضي أثرت عليا كثيرا . - ما رأيك في التشكيلة الجديدة للفريق الوطني؟ -- ألعاب القوى الوطنية تزخر بشبان ذوي مهارات كبيرة، ويكفي فقط أن نضمن لهم الإمكانات اللازمة حتى يحققوا نتائج على أعلى مستوى، واكبر دليل على ذلك نتائج البطولة الوطنية المفتوحة التي كشفت عن أسماء واعدة على غرار الرياضية هدار دهية من تيزي وزو، التي سجلت الرقم القياسي الوطني في سباق 400 متر حواجز صنف شبلات.