تختلف لغة الفنون التعبيرية لدى الشعوب، إلا ان أكثرها جلبا للانتباه لغة الرقص أو لغة الجسد التي تختلف من بلد لأخر ومن حضارة لأخرى، لتجتمع في النهاية حول التعبير عن المكنونات، ففي السودان مثلا تختلف الرقصات من منطقة إلى أخرى، حيث توجد رقصة البقارة التي ترقص فيها السيدات رقصة البقر وهي تعبير صادق عن الحياة الفلاحية البسيطة، وكذا رقصة الصبيحة التي ترقصها العروس في غياب آلة التصوير، لأنها بكل بساطة الرقصة التي تعكس أنوثة المرأة وخلو جسدها من العيوب لإسكات الألسن، وهي من أغلى الرقصات التي يقدمها العريس لزوجته، نظرا لغلاء سعر المغنيات، كونها تعتبر نوعا من أنواع التباهي. كما يحمل الرقص لدى الكثير من الشعوب مدلولات الحب والشغف الجنسي، وهو الأمر الذي تترجمه الحركات والإيماءات في حركة مواطن الإثارة لدى الأنثى. أما في إفريقيا، فيحمل الرقص عدة مدلولات وأهمها الرقصات الثورية والمناضلة التي تحمل إيقاعاتها وإيحاءاتها رسائل بارزة عن رفضها الاضطهاد والاستعمار والاستعباد والاستكانة والقهر، وهو تعبير صريح عن الإشادة بالنصر والاستقلال والحرية والعزة، علاوة على دور الرقص في تحرير الانسان، من خلال التعبير عن المكنونات، على غرار الحزن والفرح، السعادة والألم، وكذا دوره الفعال في علاج بعض الأمراض والتخلص من القلق، وهو الأمر الذي تم التنبيه إليه خلال لقاء تشجيع البحث الأكاديمي في مجال الرقص الإفريقي والعربي التقليدي، حيث دعا المشاركون إلى حماية هذا الإرث من التهديدات المحدقة به.