انطلقت أشغال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي ال19 أمس الأحد، بأديس أبابا، بمشاركة الوزير الأول السيد أحمد أويحيى ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وستتميز أشغال القمة التي ستدوم يومين بانتخاب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وبحث الأزمات التي تعرفها المنطقة لاسيما الوضع في مالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكذا السودان. ويتمثل الموضوع الرئيسي لهذه القمة في ترقية التجارة البينية الإفريقية في منظور بعث التبادلات التجارية بين بلدان القارة. وفي كلمته الافتتاحية، أشار رئيس المفوضية الإفريقية السيد جون بينغ إلى أن "حلول المشاكل الإفريقية توجد في القارة وليس في أي مكان آخر". وأكد السيد بينغ أن "زعامة القارة وتبنيها كافة المبادرات التي تخص إفريقيا يكتسيان أهمية بالغة"، موضحا أن ذلك يقتضي أيضا "تعزيز" وحدة القارة و«التضامن" الإفريقي. وأكد السيد جون بينغ أن الاتحاد الإفريقي سيواصل العمل "بشكل وثيق" مع شركائه من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ودول الميدان وكذا شركائها الدوليين من أجل التعجيل بتسوية الأزمة في مالي. وقال السيد بينغ في كلمته أن "مجلس السلم والأمن المجتمع أول أمس بأديس أبابا ومفوضية الاتحاد الإفريقي بذلا جهودا كبيرة من أجل تسوية الأزمة في مالي، كما أن الاتحاد الإفريقي سيعمل بشكل وثيق مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ودول الميدان وكذا شركائها الدوليين من أجل التعجيل بتسوية هذه الأزمة". ويتعلق الأمر، حسب السيد بينغ، ب«تعزيز" مسار عودة النظام الدستوري والعمل ب«سرعة" على تشكيل حكومة اتحاد وطني "ممثلة"، داعيا إلى إعادة سلطة الدولة على شمال البلد الذي يتعرض "للتجاوزات والتهريب بجميع أشكاله من قبل الجماعات المسلحة والإرهابية والإجرامية". وأضاف "أود أن أجدد مدى مواءمة قرارات مجلس السلم والأمن حول ضرورة تضافر جهود مبادرات البحث عن تسوية للأزمة في مالي". ونوه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بالمناسبة بمبادرة الجزائر "التي دعت إلى اجتماع لوزراء خارجية بلدان المغرب العربي الأسبوع الفارط من أجل "الخروج بمقاربة مشتركة لمواجهة المخاطر المتزايدة" التي تهدد منطقة المغرب العربي. ولفت السيد بينغ الانتباه إلى أن الوضع في مالي وانعكاساته الإقليمية بإحدى أكبر التهديدات على أمن واستقرار القارة. واستؤنفت أشغال القمة ال19 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، مساء أمس، في جلسة مغلقة خصصت لانتخاب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، حسبما علم لدى المنظمة القارية. وكان القادة الأفارقة قد أجروا مشاورات بعد رفع الجلسة الافتتاحية حول كيفيات انتخاب رئيس المفوضية من بين المترشحين وهما الرئيس المغادر جان بينغ والجنوب إفريقية نكوسازانا دلاميني زوما التي ترشحت باسم مجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية. ومن جهة أخرى، شهدت القمة مشاركة، لأول مرة، رئيسين جديدين وهما المصري محمد مرسي والسنيغالي ماي سال وكذا رئيس وزراء لوزوتو السيد موتسوهي توم تابان. الضيف الشرفي لهذه القمة هو أمير الكويت الشيخ الاحمد الجابر الصباح الذي يدل حضوره في أديس أبابا على "إرادته" في إعطاء "دفع جديد" للشراكة بين بلده والبلدان الإفريقية وكذا الاتحاد الإفريقي حسب السيد بينغ.