زار المقرر الخاص للأمم المتحدة حول التعذيب خوان مانديز أمس سجن العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة ضمن محطة أخرى في جولته إلى المغرب والمدن المحتلة التي شرع فيها السبت الماضي. وذكرت مصادر إعلامية مغربية أن المقرر الأممي تفقد أجنحة السجن واطلع على مختلف التجهيزات المتواجدة به كما التقى العديد من السجناء من دون أن تحدد إن كان هؤلاء من المعتقلين السياسيين الصحراويين الذين يتعرضون لأعنف الممارسات وأبشعها على يد إدارة السجون المغربية ليس فقط في سجن العيون بل في مختلف المعتقلات المغربية التي يرزحون بين جدران زنزاناتها. والمؤكد أن السلطات المغربية وفي مسعى للظهور بمظهر الإدارة التي تحترم حقوق الإنسان تكون قد أظهرت للمقرر الأممي سوى الجانب الإيجابي في سجن العيون، وهو ما جعل فريق المقرر الأممي حول التعذيب يؤكد أن هذا الأخير لن يدلي بأي تعليقات أو تصريحات إلا خلال ندوة صحفية من المقرر أن يعقدها بالعاصمة الرباط في ختام زيارته بعد غد السبت. يذكر أن منظمات حقوق الإنسان المغربية نادراً ما تقوم بزيارات إلى سجن العيون مما يؤكد محاولات السلطات المغربية إخفاء حقيقة ما يجري بهذا المعتقل. وبالتزامن مع زيارة المسؤول الأممي إلى مدينة العيونالمحتلة أقدمت قوات الاحتلال المغربية على تفريق مظاهرة سلمية بالقوة نظمها مواطنون صحراويون مساء الاثنين للمطالبة بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير. وأكدت مصادر حقوقية أن هذا التدخل العنيف” أسفر عن وقوع عدد من الإصابات في صفوف المتظاهرين الذين كانوا يرددون شعارات مطالبة بتمكين شعب الصحراء الغربية من تحديد مستقبله بكل حرية. وذكرت نفس المصادر أن الهجوم قادته قوات من الشرطة بزيها الرسمي والمدني وكذا القوات المساعدة التي استعملت الحجارة والعصي لقمع المتظاهرين كما تعرضت بعض المنازل بحي معطى الله للهجوم وذلك بعد رفض بعض النسوة مغادرة شارع ددش. كما تدخلت شرطة الاحتلال المغربي بحي كولومبيا ضد الصحراويين الذين أبدوا تضامنهم مع المواطنين المحاصرين بحي معطى الله. ولكن محاولة قوات الاحتلال إخماد صوت الصحراويين انعكس عليها سلباً بعد أن تمكن المقرر الأممي للتعذيب خوان مانديز من زيارة أحد ضحايا هذه المظاهرة السلمية والذي يكون قد استمع إلى شهادته وتعرف أكثر على حقيقة الوضع بالمدن المحتلة. بالتزامن مع ذلك جدد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز دعوته الأمين العام للأمم المتحدة للتدخل بشكل فوري لوضع حد للانتهاكات الصارخة التي تقوم بها السلطات المغربية في مجال حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وقال الرئيس الصحراوي في رسالته إلى بان كي مون “إننا نجدد دعوتنا من أجل تدخلكم لوضع حد لتلك الممارسات الخطيرة التي تحدث في إقليم يوجد تحت مسؤولية الأممالمتحدة في انتظار تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي وتمكين بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية “المينورسو” من القيام بمهامها بكل شفافية وحرية”. وأثناء تطرقه لقيام سلطات الاحتلال المغربية بنقل السجين السياسي الصحراوي بكاي العربي إلى السجن المحلي بالرباط أكد الرئيس الصحراوي أنه بهذا الإجراء تكون تلك السلطات “ماضية في استفزاز الصحراويين كما أنها تحاول تشويه نشاطات المقاومة السلمية من أجل قمع جميع أولئك الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة أو يعبرون عن إرادتهم في استقلال الصحراء الغربية”. وقاده ذلك إلى التنديد “بتدهور وضعية السجناء السياسيين الصحراويين الذين يتعرضون باستمرار شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ويجبرون على توقيع محاضر يتم إعدادها مسبقاً”. وخلص الأمين العام لجبهة البوليزاريو في الأخير إلى التأكيد على ضرورة وضع آلية أممية من أجل مراقبة وحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية بهدف السماح للمينورسو بتأدية مهامها المتمثلة في تنظيم استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي وحماية حقوق الإنسان.