اتهم أحمد بوخاري ممثل جبهة البوليزاريو لدى هيئة الأممالمتحدة أن المغرب جرد بعثتها إلى الصحراء الغربية "المينورسو" من صلاحياتها ونزع عنها مصداقيتها وهي التي أوجدت قبل عشريتين من أجل الإشراف على تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. وقال بوخاري خلال النقاش العام الذي شهده اجتماع اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار أول أمس بنيويورك أن "المينورسو" منعت من ممارسة مهامها وهي وإن كانت لا تزال متواجدة في الأراضي الصحراوية المحتلة إلا أنها "مجبرة من طرف المغرب على البقاء دون مصداقية أو سلطة". وليعطي مصداقية أكثر لتصريحاته قال الدبلوماسي الصحراوي أنه "تكفي قراءة آخر تقرير للأمين العام للأمم المتحدة الموجه لمجلس الأمن الدولي" للتأكد من هذه الحقائق. وكان بان كي مون ندد بالعراقيل التي يفرضها المغرب على أعضاء بعثة "المينورسو" التي أكد أنها تمنع البعثة الأممية من الاضطلاع بمهامها "بكل مصداقية" في الأراضي الصحراوية المحتلة.كما تأسف الأمين العام الأممي لكون "المينورسو غير قادرة على ممارسة مهامها على أكمل وجه في ما يتعلق بمراقبة وحفظ السلام، كما أنها لا تملك كل السلطة التي تمكنها من منع تراجع دورها". وعاد بوخاري إلى القرار غير الواقعي الذي اتخذته السلطات المغربية بسحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام في الصحراء الغربية الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس. وقال أن المفاوضات التي أجرتها جبهة البوليزاريو مع الرباط في إطار الاجتماعات غير الرسمية علقت لكون الطرف المغربي "قرر في ماي الماضي وضع حد لتعاونه مع كريستوفر روس". وفي إشارة إلى معلومات تم تسريبها، والتي لمحت إلى أن السلطات المغربية تكون قد أذعنت أخيراً لخيار بقاء كريستوفر روس ومواصلة التعامل معه قال المسؤول الصحراوي "أن الفيتو المغربي ألغي دون وجود دليل ملموس بحدوث ذلك فعلا". وكان الاجتماع غير الرسمي الأخير في جولته التاسعة بين جبهة البوليزاريو والمغرب قد جرى في مارس الأخير بمانهاست نيويورك دون التوصل إلى أي نتيجة تذكر. من جهة أخرى اعتبر الدبلوماسي الصحراوي أنه إذا كانت "الأممالمتحدة جزء هاما من حل مشكلة تصفية الاستعمار فإنه من الواضح أن المغرب جعل منها جزء من المشكل". وقال أن "تدخل المغرب في تسوية مشاكل في منطقة الشرق الأوسط أو في منطقة دول الساحل لا يمكنه بأي حال من الأحوال إخفاء كل الحقيقة حول مسؤوليته في عرقلة مسار السلام في الصحراء الغربية". وأضاف أن جبهة البوليزاريو التزمت بالتعاون مع الأممالمتحدة لجعل "الحل السلمي" ممكنا لكن "20 سنة من الخديعة المغربية وشلل الأممالمتحدة لا يمكنه أن يزعزع هذا الالتزام". وهو ما جعله يؤكد أنه يجب على المغرب "التعاون لتسهيل تنظيم استفتاء تقرير المصير بموجب الالتزام الذي أخذه". وانطلقت نقاشات لجنة الأممالمتحدة الرابعة حول مسائل تصفية الاستعمار في الثامن من الشهر الجاري وتدوم إلى غاية الاثنين القادم بمشاركة دول أعضاء في المنظمة الأممية والمجتمع المدني الدولي. وستتبع هذه النقاشات المصادقة على مشروع قرار حول مسألة الصحراء الغربية سيتم عرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة شهر نوفمبر أو ديسمبر المقبلين.