سيلعب المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم هذا المساء في حدود الساعة الثامنة والنصف، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، مباراة حاسمة ومصيرية امام نظيره الليبي، لكن بفارق فوز يلعب لصالحه في كل الاحتمالات إلا احتمالا واحدا هو الانهزام، ومثل هذا الاحتمال لا يحدث إلا بنسبة واحد من الألف في مباريات حساسة كهذه. وما يهمنا في مواجهة هذا المساء، هو ان يحافظ المنتخب الوطني على توازنه ويتمالك اعصابه، لأنه سيجد امامه منتخبا يبحث بأية وسيلة عن توجيه الضربة القاضية بتوظيف كل الاساليب للعودة في النتيجة، حيث يبدأ المباراة منهزما انطلاقا من نتيجة لقاء الذهاب التي عادت للمنتخب الوطني بهدف لصفر؛ وانطلاقا من تلك النتيجة يمكننا القول ان المنتخب الجزائري بات على بعد خطوة واحدة من التأهل لنهائيات كاس إفريقيا للأمم 2013 المقررة بجنوب إفريقيا، وهذا يعني ان تشكيلة حليلوزيتش مطالبة بتسيير هذا التقدم حتى ولو كان ضئيلا وغير مطمئن، لكن تعزيزه وارد جدا، إذا اخذنا بعين الاعتبار الحماس الذي اظهره رفاق فغولي في الحصص التدريبية التي اجروها على امتداد ايام التربص، حيث كان “ الكوتش” وحيد “ صارما معهم وكان اكثر اصرارا على حث لاعبيه على الانضباط تكتيكيا بالدرجة الاولى وعدم الرد او السقوط في فخ أي استفزاز يلجأ اليه الخصم، الذي ليس امامه أية وسيلة لتدارك تأخره سوى اللجوء الى ما لجأ اليه في الدارالبيضاء، حيث لعب شرسا وعدوانيا خشنا، فكانت النهاية مؤسفة لأن المشادات التي وقعت في نهاية المباراة، كان سببها تشنج اللاعبين الليبيين الذين تشبعوا بلغة نحن الاقوى دون ان يحفظوا ابجادياتها الحقيقية. وكانت الجزائر قد سجلت غيابها عن كان 2012 خلافا لمنافسها في هذه الدورة، وهذا ما يحتم على التشكيلة الوطنية بذل كل ما في وسعها لتفادي الغياب للمرة الثانية على التوالي عن تنشيط منافسات العرس الكروي القاري، وهو ما يفسر العزيمة التى تحدو اللاعبين الجزائريين، وكذا الطاقم الفني بقيادة المدرب وحيد حليلوزيش لتجاوز عقبة الليبيين وتحقيق الهدف الاول في انتظار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014. ورغم الفوز الثمين المحقق في مباراة الذهاب من توقيع المتألق العربي هلال سوداني، الا أن الناخب الوطني حليلوزيش يبدي حذره برفضه الحديث عن تأهل قبل الاوان، حيث قال في آخر ندوة صحفية “الفوز في الذهاب يخدمنا كثيرا لكن يجب الآن نسيانه والتفكير والتركيز فقط على مقابلة العودة، الوقت لم يحن للحديث عن تأهلنا لكان 2013 ولم نحققه بعد”. واضاف “ أنا الآن اركز على تحضير عناصري بشكل جيد وعلى كل المستويات، خصوصا من الجانب البسيكولوجي الذي لا يجب إغفاله. الليبون سيلجأون بالتأكيد للعب الاستفزازي وعلينا عدم الوقوع في الفخ الذي يؤدي بنا للخروج من المباراة، حذر حليلوزيش. من الجانب الليبي، هناك إجماع على عدم الاستسلام ودخول المباراة في ثوب الضحية لان هناك “شوطا ثانيا” في البليدة يجب لعبه بقوة، فهم كما قال المدرب عبدالحفيظ اربيش، مازالوا في المباراة لأنهم لم يرموا المنشفة بعد. فيما يخص التعداد، سيضطر الناخب الوطني الليبي إلى الاستغناء عن خدمات لاعبين هما الشيباني والعلوني اللذين رفضا “بمحض إرادتهما” الالتحاق بزملائهما بمكان تربص الفريق بتونس تحسبا لمواجهة الجزائر, اضافة إلى أحمد سلامة المعاقب من طرف الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم (الكاف). ومن المنتظر أن تكون التشكيلة الجزائرية التي واجهت ليبيا بالمغرب هي التي ستبدأ لقاء الاحد مع تغيير أواثنين قد يحدثهما حليلوزيش... في حراسة المرمى سيتم بنسبة كبيرة تجديد الثقة في وهاب رايس امبولحي رغم معاناته من نقص المنافسة، في خط الدفاع من المرتقب أن يتشكل من مهدي مصطفى على اليمين والياسين كادامورو على الشمال، فيما يشكل الثنائي بلكلام ومجاني خط وسط الدفاع، في وسط الميدان، من المنتظر أن يتولى العائد لموشية وزميله قديورة مهمة الاسترجاع، فيما يتكفل سفيان فغولي وقادير بمهمة التنشيط الهجومي، أما في خط الهجوم فستوضع الثقة بنسبة كبيرة في سليماني وسوداني من أجل هز شباك مرمى الحارس الليبي. ويعاني “الخضر” من غيابات كثيرة بداعي الإصابة فيما يخص بوغرة ومصباح ويبدة وحليش، أو بسبب العقوبة فيما يخص مدحي لحسن وزهير رفيق جبور المعاقب بمبارتين من طرف الكاف. وللتذكير، سيدير مباراة الجزائر - ليبيا الحكم الغاني أبو بكار بنغورة ويساعده مواطناه أبو بكر ديومبا والحسان ديان.