دخل خبراء عسكريون أمريكيون وفرنسيون بالعاصمة الفرنسية باريس في اجتماعات تنسيقية لبحث مسألة الأمن في منطقة الساحل في وقت بلغت فيه الاستعدادات للقيام بتدخل عسكري في ولايات شمال هذا البلد مرحلة متقدمة. وقال مسؤول في السفارة الأمريكية في باريس إن المحادثات التي أدارها مسؤولون سامون من البلدين ركزت بشكل خاص على بحث مسائل الأمن في منطقة الساحل الإفريقي، الذي تحول بالمفهوم الأمني للدولتين إلى خطر داهم يستدعي تدخلا عاجلا. وأكدت وزارة الدفاع الفرنسية -من جهتها- أن اللقاء الذي ينتظر أن ينتهي مساء اليوم غير رسمي وضم مسؤولين سامين من وزارتي دفاع البلدين وتناول مسألة الإرهاب في دول منطقة الساحل. وجاء الكشف عن هذا الاجتماع التنسيقي بعد تكذيب أصدرته السلطات الفرنسية لأخبار نشرت أمس وأكدت إرسال القوات الفرنسية لطائرات استطلاع دون طيار إلى شمال مالي. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد أكد أن بلاده كانت تفكر فعلا في نشر طائرات من هذا الطراز في قواعدنا في دول المنطقة، لكن لا شيء تم إلى حد الآن في هذا الاتجاه". وحاول الوزير الفرنسي التقليل من الدور المحوري لبلاده في كل الترتيبات الجارية حاليا من أجل القيام بتدخل عسكري لاستعادة ولايات شمال مالي وقال إن فرنسا "تقوم فقط بدور تسهيلي وليست لدينا أية نية للقيام بأي عمل في مكان الأفارقة"، كما أضاف أن بلاده مستعدة فقط لتسهيل الأمور على ثلاثة محاور: الأمنية، السياسية والإنسانية. ودخلت السلطات الفرنسية في سباق ضد الساعة من أجل تسريع عملية التدخل العسكري في مالي رغم أن عدة أطراف ومنظمات دولية بما فيها الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي أعطتا الأولوية للخيار السياسي على أمل التوصل إلى تسوية تفاوضية للأوضاع في هذا البلد. وأكد هرفي لادسو الأمين العام الأممي المساعد المكلف بعمليات حفظ السلام، أمس، أن الأممالمتحدة مستعدة لتقديم دعمها للسلطات المالية لإيجاد حل دائم يجب أن يكون "سياسيا أولا مع إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري إذا استدعى الأمر". وكانت العاصمة المالية باماكو قد احتضنت الجمعة الماضية اجتماعا لممثلي الدول الكبرى ودول الجوار، إضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية المهتمة بما يجري في هذا البلد في محاولة للخروج بتصور توافقي حول آليات مساعدة مالي على استعادة سيطرتها على كامل إقليمها. وهي المناسبة التي استغلها الرئيس المالي الانتقالي ديونكوندا طراوري لاستعجال الدول الكبرى لتسريع عملية التدخل العسكري في موقف مغاير تماما لكل المواقف التي سبق وأن أبداها وعارض من خلالها حتى إرسال قوة إفريقية إلى بلاده.