يواجه أزيد من 2500 تلميذ موزعين عبر خمس مؤسسات تربوية بالعاصمة خطر زيوت الأسكرال الخاصة بالمولدات الكهربائية القابعة بهذه المؤسسات منذ السبعينيات، حيث لم يتمكن مدراء هذه المؤسسات من لفت انتباه السلطات العمومية رغم المراسلات المتكررة ونداءات الإغاثة المتعالية منذ أزيد من سبع سنوات. وقد دقت خمس مؤسسات تربوية بكل من العناصر، بلوزداد والمنظر الجميل بالعاصمة ناقوس الخطر بعد أن باءت مراسلاتهم بالفشل ولم تعرها السلطات المحلية أي اهتمام في الوقت الذي تزداد فيه مخاوف مسؤولي هذه المؤسسات نظرا للخطورة التي تشكلها زيوت الأسكرال التي كانت وزارة البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة قد شنت حملة وطنية واسعة للقضاء على زيوت ال "بي سي بي" أو الاسكرال وتحويلها الى دول أوروبية متخصصة في حرقها والقضاء عليها. وتهدد "الأسكرال" كل من اكمالية عبد المالك بن تمام بالعناصر، مصطفى بن رمضان الحنفي ببلوزداد، ثانوية الورتلاني ببلوزداد واكمالية الإخوة سلامي ببلكور وكذا اكمالية الورجلاني بالمنظر الجميل والتي تضم في مجملها أزيد من 2500 متمدرس، حيث يشير مدراء الإكماليات والثانويات المعنية أنه تم منع التلاميذ من التقرب من محيط هذه المحولات أو اللعب إلى جانبها وتم تسييج أماكن تواجدها خوفا من تسرب الزيوت من المحولات أو تسبب المتمدرسين في احداث أية شرارة دون قصد فيحدث ما لا تحمد عقباه، علما أن خيوطا وأسلاكا كهربائية متشابكة تقع بالقرب من المحولات وغالبا ما تجند لها مصالح سونلغاز أعوانا لمراقبتها خاصة أثناء فصل الشتاء خوفا من نشوب أية شرارة تؤدي الى حريق. وكان مدراء المؤسسات التربوية قد قاموا بمراسلة الجهات المعنية بدءا من مصالح سونلغاز التي أكدت معاينتها للموقع عن طريق ايفاد أعوان مختصين أن المحولات التي تنتج طاقة كهربائية تصل قدرتها ال 400 كيلوفولط مزودة بزيوت تبريد مستخلصة من مادة "البيرالين" وهي مواد جد سامة وخطيرة في حال احتراقها وهذا يعني أن المحولات التي يعود تاريخها الى سنوات السبعينيات تشكل خطرا حقيقيا حسب التقرير الذي أعدته سونلغاز حول وضعية المحولات الكهربائية غير أن مصالح سونلغاز، ورغم تأكيدها على خطر المحولات تأسفت لعدم تمكنها من التدخل، مشيرة في ردها أن التكلفة المالية لنقل المحولات باهظة وأن الأعباء المالية لتغييرها تقع على عاتق المستهلك علما أن تكلفة نقل المحول الواحد تفوق الثلاثة ملايين دج. وبعد أن عجزت مصالح سونلغاز عن إزالة خطر الأسكرال الذي يهدد المدارس والمحيط توجه مسؤولو المؤسسات التربوية الى وزارة البيئة وتهيئة الإقليم التي كانت في أوج حملتها الخاصة بالقضاء على الزيوت السامة والخطيرة المتواجدة بالمحولات الكهربائة والموزعة عبر عدة مؤسسات تربوية استشفائية وإدارية ليتفاجأوا بعدم اكتراث الوزارة بانشغالاتهم وكأن الأمر لم يعد من ضمن اهتماماتها كما أن وزارة التربية الوطنية لم تكلف نفسها عناء السؤال عن مصير هذه المؤسسات المهددة. اليوم وبعد مرور قرابة السبع سنوات عن دخول مدراء المؤسسات التربوية الخمس المهددة بخطر زيوت الأسكرال معركتهم التحسيسية، هاهم يحددون طلبهم العاجل بضرورة تدخل المسؤولين لتخليص المؤسسات من كارثة حقيقية خصوصا وأن الأمر يتعلق بخمس مؤسسات تربوية فقط على مستوى العاصمة.