يحتضن المتحف المركزي للجيش، ابتداء من أمس، معرضا تاريخيا مشتركا جزائريا- تشيكيا حول التعاون بين الجزائر وجمهورية التشيك والدعم الذي قدمته هذه الأخيرة للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي خلال فترة 1954-1962. ويتطرق المعرض الذي نظم في إطار إحياء الذكرى ال50 لاسترجاع الجزائر لسيادتها الوطنية وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وفتح سفارة جمهورية التشيك في الجزائر إلى تطور العلاقات الثنائية بين البلدين بعد استعادة الاستقلال الوطني. كما يتضمن المعرض لوحات توضيحية بالصور والتعليق تتناول المسار التاريخي للعلاقات الجزائرية- التشيكية منذ اندلاع ثورة أول نوفمبر وكذا بعض الأسلحة التشيكية التي استعملها المجاهدون الجزائريون. وقد بادرت بتنظيم هذا المعرض سفارة جمهورية التشيك بالجزائر بالتعاون مع المعهد التاريخي العسكري ببراغ والمتحف المركزي للجيش. وقد ترأس حفل التدشين كل من سفير جمهورية التشيك بالجزائر السيد بافال كلوكي ومدير الاتصال والاعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني العميد بوعلام ماضي بحضور ممثلين عن وزارات الشؤون الخارجية والدفاع الوطني والمجاهدين والثقافة إلى جانب ممثلين عن مجلس الأمة و المجلس الشعبي الوطني. وتعود العلاقات الثنائية بين البلدين إلى سنة 1954، حيث كانت تتمثل بشكل خاص في تقديم السلاح إلى غاية ما بعد استقلال الجزائر، حيث توسعت لتشمل المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والطاقوية وأخرى ثقافية ورياضية. ومن بين الوثائق المعروضة توجد لوحة لاعتراف الدول بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية من بينها تشيكوسلوفاكيا وصورة بورتري لانطونين نوفوتني رئيس الجمهورية الاشتراكية لتشيكوسلوفاكيا في ذلك الوقت، فضلا عن صور فوتوغرافية لجنود سلاح المدفعية الجزائريين خلال تكوين لهم في تشيكوسلوفاكيا سنة 1961 وكذا مقالات صحفية عن زيارة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد إلى ذلك البلد في أفريل 1984. وعلى العموم فإن هذا المعرض يتطرق أيضا إلى إرسال السلاح التشيكي إلى الجزائر خلال حرب التحرير الوطني وتضامن الشعب التشيكي مع الشعب الجزائري والدعم الذي قدمته تشيكوسلوفاكيا للجزائر على المستوى الدولي والكفاح المسلح الجزائري عبر وسائل الإعلام التشيكية واثر الثورة الجزائرية في أوساط المجتمع التشيكي. (وا)