تواجه عدة عائلات قاطنة بحي العقيد سي امحمد ببلدية عين البنيان غرب ولاية الجزائر، وضعية حرجة جراء هشاشة السكنات وتصدع بعضها نظرا لقدمها، خاصة الواقعة منها على الشاطئ الصخري، مطالبين السلطات المعنية المحلية بتعجيل ترحليها الى سكنات لائقة. وفي زيارة استطلاعية لهذه العائلات ذكرت ل«المساء”، أنها تعيش بهذه السكنات منذ أزيد من 48 سنة، وفي عين المكان لاحظنا جانبا من هذه الوضعية الصعبة، حيث تآكلت الجدران بفعل الرطوبة لدرجة أنه يمكن ازالة طبقتها الخارجية بأبسط الأدوات، وأسقف تكاد تنهار فوق رؤوس ساكنيها، خاصة وأن سطوحها مصنوعة من القرميد الذي تأثر بفعل العوامل الطبيعية، وأصبحت مياه الأمطار خلال فصل الشتاء تتسرب الى معظم البيوت، إضافة الى الأبواب والنوافذ التي طالها الصدأ. كما أن صحة القاطنين بهذه السكنات لم تسلم هي الأخرى، فقد أصيب بعضهم بأمراض مزمنة كالربو والحساسية نتيجة الرطوبة العالية، حسب شهاداتهم. كما أفادت العائلات التي تطل مساكنها مباشرة على مياه البحر، أنها تعيش خوفا دائما جراء ارتطام الأمواج مباشرة بجدران المساكن الهشة عند هيجان البحر مصحوبا بضجيج قوي يحرم السكان من الراحة. وروت لنا إحدى السيدات وضعيتها الحرجة التي صارت تنبئ بالخطر، مشيرة إلى أنها لا تنسى حادثة الشرخ الذي تشكل وسط مسكنها منتصف نوفمبر الماضي وكاد أن يهلك أفراد العائلة وظنوا حينها أن الأمر يتعلق بزلزال أتى على اركان البيت، ففي لحظة مفاجئة تشكل خندق عميق في المطبخ ومن حسن الحظ أن ذلك لم يخلف أية إصابات. وأشارت محدثنا إلى أنها شكت وضعيتها للمصالح البلدية والولائية قصد التعجيل بإسكانها لكن الإدارة ردت عليها بوجوب اخلاء المسكن وانتظار تسوية الوضعية لاحقا، وهو ما جعلها في حيرة من أمرها حيث أنها لا تملك مسكنا آخر للإيواء لتبقى تعيش مخاطر التشققات ومخاوف سقوط المسكن على رؤوس أفراد العائلة، لا سيما مع حلول فصل الشتاء الذي يزيد من تردي الوضعية.