مازالت مخاوف السلطات الصينية قائمة من احتمالات تفشي الأوبئة أو حوادث طارئة تتعلق بالصحة العامة في مناطق جنوب غرب الصين التي ضربها الزلزال المدمر الإثنين الماضي في حين تبقى حصيلة ضحايا الزلزال في إرتفاع مستمر حيث بلغت امس السبت 28 ألف و881 قتيلا . وفي هذا الإطار أعلن المكتب الاعلامي التابع لمجلس الدولة الصينى أن عدد ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين ارتفع الى 28 ألف و881 قتيلا وذلك حتى ظهر أمس السبت حسب التوقيت المحلي للصين. وأوضح المكتب الإعلامي أن عدد المصابين بلغ 198 ألفا و347 شخصا أدخل منهم الى المستشفيات 116 ألفا و460 شخصا بينهم 12 ألفا و858 فى حالة حرجة، فيما تهدم إجمالي 61ر15 مليون منزل إنهار منها كليا وسوى بالأرض تماما 13ر3 مليون منزل. وتضع السلطات الصينية على قمة أولوياتها انقاذ الناجين والوقاية من الأوبئة أمام صعوبة الحصول على مياه الشرب وتراكم جثث الضحايا. وفي هذا الإطار قالت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) أنه تم إنقاذ 33 انتشلوا أمس بعد أن قضوا 114 ساعة تحت الأنقاض. وحث الرئيس الصيني هو جين تاو رجال الانقاذ في اقليم سيشوان على أن يسابقوا الزمن لإنقاذ الأرواح. من جهتها ذكرت وزارة الصحة الصينية أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أي حالة لاندلاع أوبئة في مناطق الزلزال، وإن ظلت المخاوف قائمة من احتمالات تفشى وباء الطاعون في حال عدم المسارعة بانتشال الجثث. وقال مدير المكتب الاعلامي لمجلس الدولة الصيني قوه وى مين في مؤتمر صحفي عقده أمس في بكين، بأن تركيز عملنا سيتحول تدريجيا الى المناطق الريفية المتضررة من الزلزال، مشيرا الى أن أكثر من 148 ألف من قوات جيش التحرير الشعبى والشرطة المسلحة والقوات شبه المسلحة والفرق الطبية تشارك في جهود الانقاذ في 58 موقعا داخل مقاطعة سيتشوان الجنوبيةالغربية أكثر المقاطعات الصينية تضررا بالزلزال. وعلى صعيد متصل، حذّرت حكومة محافظة بيتشوان مركز الزلزال عموم المواطنين من ضرورة مغادرة منازلهم سريعا إلى أماكن آمنة حتى لو تطلب ذلك تسلقهم الجبال والتلال تحسبا من فيضان إحدى البحيرات الكائنة في منطقة تشابينغ بمحافظة بيتشوان، حيث مستوى مياه البحيرة آخذ في الارتفاع بصورة مطردة وقد تتدفق مياهها على ضفافها في أي وقت الأمر الذي يزيد المشهد العام قتامة حال وقوعه، علما بأنه تم إجلاء أكثر من خمسة ملايين مواطن من أنحاء شتى في مقاطعة سيتشوان. وتعتبر الصين واحدة من أكثر دول العالم تعرضا للكوارث الطبيعية على إختلافها (بإستثناء البراكين) وسط إحصائيات تظهر أن حجم الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها البلاد سنويا يعادل أكثر من 5 بالمائة من إجمالي حجم الناتج الوطني والذي سجل في نهاية العام الماضي 4ر3 تريليون دولار أمريكي. وفي سياق متصل ذكرت مصادر حكومية في بكين أمس أن الزلزال قضى على حوالي 330 ألف هكتار من الأراضي الزراعية وأدى إلى نفوق أكثر من 12 مليون حيوان داجن.