يطالب سكان حي 536 مسكنا بالرويبة المنتخبين الجدد على رأس البلدية من أجل التدخل لحل المشاكل العالقة منذ سنوات، في مقدمتها قنوات صرف المياه المستعملة التي تحولت إلى هاجس حقيقي، إلى جانب نقص الإنارة العمومية، الملاعب و المرافق الصحية الجوارية. وفي هذا السياق، عبر بعض سكان الحي ل” المساء”، عن قلقهم من المشاكل التي يواجهها الحي منذ فترة بعيدة، رغم طلباتهم المتكررة للمجلس البلدي السابق الذي لم يتمكن من التكفل بانشغالاتهم بسبب الانسداد الذي عرفه، والذي رهن حسب المتحدثين العديد من المشاريع التي بقيت حبرا على ورق. وذكر عدد من سكان حي 536 مسكنا أنهم ينتظرون حلولا مستعجلة للمشاكل العالقة، خاصة مشكل تجمع المياه القذرة بالأقبية بسبب انسداد قنوات الصرف الصحي، إذ رفض المنتخبون المحليون للعهدة السابقة التكفل به كونه من مخلفات مؤسسة ترقية السكن العائلي لبومرداس التي أنجزت السكنات سنة 1986. وحسب هؤلاء، فإنهم لازالوا لحد الساعة يتجرعون مرارة الوضع الذي تسبب في إصابة بعضهم بأمراض عديدة، نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة من الأقبية، والتي اضطرت بعض السكان إلى عدم تشغيل أجهزة التسخين في عز الشتاء، لأن إطفاءها يتسبب في انتشار روائح جد كريهة داخل المنازل، مما جعلهم يتحملون برودة الطقس بدلا من الروائح غير المحتملة. من جهة أخرى، أدى تعفن الأقبية وبقاء المياه راكدة لمدة طويلة إلى انتشار البعوض والجرذان التي تنقل الأمراض خاصة في فصل الصيف، كما لم يسلم السكان من خطر الثعابين التي جعلت من الأقبية والعشب المحيط بالعمارات مأوى لها. وقد قدم السكان عدة شكاوى إلى المسؤولين المحليين السابقين الذين أعدوا مخططا لإعادة تهيئة الحي، حيث أسندت الدراسة الخاصة بهذا المشروع لمكتب دراسات بباب الزوار، غير أن المخطط تجاهل المشكل الرئيسي المتمثل في إعادة تهيئة الأقبية الذي يتطلب حلا عاجلا.
عزلة واعتداءات.. في انتظار الحلول وفي سياق متصل، ناشد السكان ممثليهم في المجلس الشعبي البلدي بتوفير الهياكل والمرافق الضرورية في مجال الرياضة، حيث أشار بعض الشباب إلى انعدام قاعات الرياضة والملاعب الجوارية، إذ يوجد ملعب جواري واحد فقط وهو عرضة للإهمال، مما جعل العديد منهم يتنقلون إلى وسط الرويبة لممارسة مختلف النشاطات الرياضية، هذا في الوقت الذي يشهد الحي نقصا محسوسا في وسائل النقل التي تسببت في متاعب كثيرة، حيث يضطر السكان إلى التنقل عبر الحافلات القادمة من خميس الخشنة باتجاه الرويبة، في انتظار تزويد الحي بوسائل نقل كافية تخرج الحي من العزلة. وقد أدت هذه الوضعية إلى انتشار الاعتداءات، خاصة على الفتيات اللواتي يستهدفن عندما تقل الحركة في أواخر النهار، وبالأخص على مستوى محوّل الطريق المؤدي إلى مختلف الاتجاهات، حيث يستغل بعض المنحرفين نقص الإنارة العمومية للاعتداء على ضحاياهم، حسبما ذكر بعض السكان الذين أكدوا أن الحي كثيرا ما يغرق في الظلام بسبب الأعطاب المتكررة التي لا يتم إصلاحها، مما أدى أيضا إلى انتشار الكلاب الضالة التي تشكل خطرا على سكان الحي. من جهة أخرى، ينتظر القاطنون بحي 536 مسكنا من مسؤولي المركز الصحي، تلبية طلبهم المتعلق بتمديد ساعات العمل على مدار 24 ساعة، من أجل التكفل بالحالات الاستعجالية، كما جددوا مطلب فتح المحلات المغلقة بالسوق المغطاة، إذ يجهلون أسباب غلقها، في الوقت الذي يتنقلون إلى غاية وسط الرويبة لقضاء حاجاتهم على بعد ثلاثة كيلومترات، فهل يستجيب المنتخبون الجدد لانشغالات هؤلاء ويجسدون المشاريع التي تخرج هذا الحي من العزلة؟.