كشف مدير المخبر المرجعي للأنفلونزا بمعهد باستور "الجزائر"، الدكتور فوزي درار، أن حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية بلغت أزيد من مليون حالة منذ حلول فصل الشتاء، موضحا أن الجزائر لم تسجل مثل هذا الرقم منذ الستينيات. وأضاف المتحدث أن الأنفلونزا المنتشرة هذه السنة في الجزائر تعتبر الأكثر خطورة قياسا بالسنوات القليلة الماضية، مرجعا ذلك إلى وجود ثلاثة فيروسات معروفة للأنفلونزا الموسمية حاليا بالبلاد عكس السنوات الماضية حيث كان ينتشر فيروس واحد من بين الثلاثة. وشدد الأخصائي على ضرورة التلقيح بالنسبة للفئة الهشة التي لا تملك مناعة قوية فضلا عن ضرورة الحفاظ على النظافة للحيلولة دون تنقل الفيروس. وأوضح المتحدث أن ذروة انتشار فيروس هذا المرض الموسمي تكون في أواخر شهر جانفي وبداية شهر فيفري ما يفسر الانتشار الكبير والحاد للمرض خلال الفترة الحالية، مؤكذا أن الجزائر لم تكن تعرف سوى فيروس واحد للأنفلونزا خلال كامل فصل شتاء، من بين ثلاثة فيروسات معروفة في العالم وهي من آسيا، إلا أن هذه السنة دخلت الفيروسات الثلاثة وبقوة ما يفسر كثرة الحالات المسجلة وخطورة البعض منها والتي أدت إلى وفاة أشخاص من ذوي المناعة الضعيفة. كما أرجع البروفيسور انتشار حالات الإصابة هذه السنة أيضا إلى كون فيروسات هذا العام ليست هي تلك التي عرفتها الجزائر السنة الماضية ما يعني أن من لقحوا العام الماضي لم تعد لهم مناعة هذه السنة. وحذر الدكتور درار من خطورة الإصابة بفيروس الأنفلونزا بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة، مؤكدا في السياق على أهمية التلقيح المضاد الذي لا يعني لهؤلاء فقط عدم الإصابة بالمرض وإنما أكثر من ذلك يعني الحفاظ على حياتهم. وكشف المتحدث في هذا الصدد أن المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري والقلب وغيرها ينقلون إلى المستشفى عندما يصابون بالأنفلونزا بنسبة ست مرات مقارنة مع الأشخاص الأصحاء. وأوضح الدكتور أنه في الوقت الذي نطالب فيه المرضى والمسنين والنساء الحوامل بالتلقيح فإن الأشخاص العاديين غير المجبرين على التلقيح مطالبون بالمساهمة في الحد من تنقل الفيروس إلى الآخرين وذلك بضرورة الاهتمام أكثر بالنظافة لاسيما نظافة اليدين وتفادي الاستعمال المشترك لبعض الأغراض كالمنشفات والمناديل والتقليل من الاحتكاك مع الآخرين قدر الإمكان فضلا عن الحرص على ضمان التهوية بالمنازل وأماكن العمل والفضاءات المغلقة وغيرها من التدابير الوقائية. وبخصوص التلقيح، أكدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفات، من جهتها، أن حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية لا تزال متواصلة عبر مختلف المؤسسات الصحية العمومية الجوارية إلى غاية نهاية فصل الشتاء وأن اللقاح متوفر بالكمية اللازمة، مذكرة أنها موجهة أساسا للأشخاص المسنين والنساء الحوامل والمرضى المزمنين والأطفال علما أن التلقيح متوفر كذلك على مستوى الصيدليات. وحسب أرقام رسمية فإن الأنفلونزا الموسمية تصيب سنويا حوالي مليون ونصف المليون جزائري وتسبب لهم تعقيدات صحية كثيرة لا سيما بالنسبة للأطفال والمسنين الذي تفتقر أجسامهم إلى المناعة الكافية لمواجهة المرض. ويضطر هذا الوضع الكثير من الفئات العاملة إلى التغيب عن العمل وتحمل تكاليف الفحوصات الطبية والأدوية الموصوفة، كل هذا يشكّل اضطرابا في ميزانية الفرد، كما يحمل الكثير من المؤسسات خسارة في ساعات العمل التي تضيع هباء، وكان بالإمكان تفاديها من خلال تلقيح لا تتعدى كلفته 470 دينارا يمكن تعويضها للمؤمنين اجتماعيا.