قال الناقد المسرحي السيد كمال بن ديمراد، أول أمس بالجزائر العاصمة، أنه من الضروري الانتباه إلى قضية أرشفة المسرحيات الجزائرية ووضعها في بنك خاص، وبلغة شديدة دعا الفاعلين في الميدان المسرحي، إلى استرجاع كل النصوص المسرحية الموجودة عند مدير المسرح الوطني. وعاد الناقد المسرحي كمال بن ديمراد للحديث عن أهمية الأرشيف وتوثيق الأعمال المسرحية الجزائرية، وطالب بإرجاع كل النصوص المسرحية القديمة الموجودة عند المسرحيين القدامى وعلى رأسهم مدير المسرح الوطني السيد محمد بن قطاف، باعتباره إرثا وطنيا وجزءا هاما من الذاكرة الجماعية، ولكن دعوة بن ديمراد تم بترها من قبل الحاضرين ومنشط فضاء «صدى الأقلام» ولم يكمل الناقد فكرته، ولم يكمل قصده من تدخله المباغت الذي لم ينتظره أحد. تدخل بن ديمراد يوحي بعدة أسئلة لعل أهمها: أين هي النصوص المسرحية القديمة والأولى التي أنتجها المسرح الوطني؟ والسؤال الجوهري: هل هي في مأمن من التلف؟ بالنظر إلى غياب مركز لحفظ الأرشيف المسرحي، وفي هذا الشأن حذر الناقد المسرحي من ضياعها، خاصة وأن نصوصا مهمة عرفت مصيرا مجهولا ولا أحد يعرف مكان تواجدها. مضيفا أنها تشكل خسارة كبيرة للمرجعية الثقافية في الجزائر. من جهته، أكد الباحث والمهتم بجمع الأرشيف، المسرحي الجزائري السيد ناصر خلاف، أن توثيق الأعمال المسرحية من شأنه المساهمة في ديناميكية البحث العلمي وإثراء المكتبة الجزائرية بالمراجع، كاشفا أنه يملك رصيدا كبيرا من الأرشيف يعود لعقود وأصحابه من رواد المسرح الجزائري، وينتظر اليوم الذي يفتح فيه مركزا لحفظه حتى يقدمه، ويعمل الباحث حاليا على تجديده. وأضاف المتحدث أن اهتمامه بالذاكرة والأرشيف جاء بعد لمس الفراغ الموجود، وحزّ في نفسه أن يضع كتابا حول تاريخ المسرح الجزائري في حجم كبير، وقال أن ما يقوم به واجب وطني. لقاء «صدى الأقلام» فتح النقاش على مختلف النقاط المتعلقة بالمسرح الجزائري، كالكتابة والاقتباس والأرشفة والتوثيق، المسابقات والنقد، بمشاركة العديد من الأسماء على غرار الكتاب المسرحي بلقروي وعلي عبدون وعلاوة جروي، الذين تناولوا موضوع الكتابة والاقتباس في المسرح الجزائري على ضوء خبراتهم، فبعد أن أكد بلقروي أن التراث الإنساني هو مصدر محوري في الكتابة المسرحية، قال علي عبدون أن الاقتباس يأتي بعد أن يستأنس المقتبس بالنص ويقترب من أفكاره ويتأثر بها، معربا عن تأثره بالثقافة الجزائرية الشعبية، وأنه لا يقرأ إلا للكتاب الجزائريين من أمثال محمد ديب ومولود معمري وكاتب ياسين، داعيا بالمناسبة، إلى الاهتمام بالأدب الجزائري والعمل على تطويعه من خلال الاقتباس وبناء مسرحيات. أما علاوة جروي، فانتقد عدم إعادة كتابة النصوص الأولى إلى اللغة العربية، وهي اللغة الأصلية التي تعكس الهوية الجزائرية، فمرحلة الاستعمار الفرنسي قد ولت، والظروف تغيرت وضروري إعادة كتابة النصوص القديمة باللغة الأم، وأعرب عن أسفه لعدم قيام الفاعلين بترجمة نصوص نور الدين عبة، ولم تنجز على المسارح بالرغم من قيمتها الإبداعية العالية، داعيا إلى ترجمتها واستغلال كل النصوص الجزائرية من مبدأ الأولوية للمنتوج المحلي الذي يعكس الفكر الجزائري.