طالب عبد السلام عمار، رئيس جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين، المجتمع الدولي، التدخل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان التي تمادى النظام المغربي في اقترافها في حق المواطنين الصحراويين العزل. وجاء نداء الحقوقي الصحراوي خلال ندوة صحفية نشطها أمس، إلى جانب السفير الصحراوي بالجزائر، إبراهيم غالي بمقر سفارة الجمهورية الصحراوية، وأدان من خلالها بشدة، الأحكام الجائرة التي أصدرها القضاء العسكري المغربي مؤخرا ضد 24 معتقلا صحراويا، المعروفين باسم مجموعة اكديم ايزيك. وأكد عبد السلام عمار، أن بعض المحكوم عليهم لم يكونوا موجودين أصلا أثناء إقدام القوات المغربية على تفكيك مخيم اكديم ايزيك بالقوة، وإنما تم تلفيق التهم لهم جراء مواقفهم المؤيدة لعدالة القضية الصحراوية. وأعرب عبد السلام عمار، عن انشغاله العميق لتمادي المغرب في ممارساته القمعية، خاصة بعد تعرض آلاف الصحراويين لحملات قمعية من قبل قوات الاحتلال، لأنهم خرجوا في مظاهرات سلمية بالمدن المحتلة، للتنديد بهذه الأحكام الجائرة، التي أسفرت عن إصابة العديد منهم بجروح متفاوتة. كما عبر عن قلقه إزاء المعاملة السيئة التي يتعرض لها المعتقلون الصحراويون في السجون المغربية، مما جعله يطالب بضرورة تطبيق القوانين الدولية، وأن يعاد كل النشطاء السياسيين الصحراويين إلى المدن المحتلة، مع تشديده على ضرورة منع محاكمة أيا منهم خارج إقليم الصحراء الغربية، وفق ما تنص عليه اتفاقيات جنيف. وقدم عبد السلام أرقاما تؤكد مأساة الصحراويين، حيث تحدث عن 4500 حالة اختفاء قسري، منها 550 شخصا في عداد المفقودين، من ضمنهم 151 معتقلا صحراويا، بينما أكد وجود 54 صحراويا رهن الاعتقال التعسفي، موزعين على عدد من المعتقلات المغربية خاصة منها سجن لكحل وسلا وايت ملول. من جانبه، اعتبر إبراهيم غالي السفير الصحراوي بالجزائر، أن أحداث مخيم اكديم ايزيك وما تلاها من محاكمات عسكرية جائرة وصورية في حق حقوقيين صحراويين، كانت بمثابة "الطلاق" النهائي مع الأطروحات المغربية الواهية، بأن الصحراء، "مغربية". وجدد غالي مطلب جبهة البوليزاريو بالإفراج "الفوري" عن هؤلاء المعتقلين وكل السجناء السياسيين الصحراويين ودون أي شرط أو قيد. وأكد أن السلطات الصحراوية باشرت اتصالات مباشرة وبعثت برسائل تنديد إلى كل المنظمات الدولية والإقليمية، من أجل التدخل وممارسة ضغوط على الحكومة المغربية، لإرغامها على إلغاء مثل هذه الأحكام الجائرة في حق صحراويين، ذنبهم الوحيد أنهم جهروا ودافعوا عن حق شعبهم المشروع في تقرير مصيره. وقال غالي إن العاهل المغربي الملك محمد السادس، أثبت أنه سيواصل في نفس نهج والده الراحل، الحسن الثاني، الذي عرف عهده بسنوات الدم والرصاص، مضيفا أن السياسية العدائية التي ينتهجها الملك الحسن السادس في تعامله مع الصحراويين، أسوء بكثير من تلك التي كانت ينتهجها والده. وهو ما جعله يتساءل، عن دور الأممالمتحدة وخاصة بعثتها إلى الصحراء الغربية من أجل تنظيم الاستفتاء (المينورسو) التي تبقى تتفرج على أفضع وأبشع الانتهاكات والخروقات في مجال حقوق الإنسان، دون أن تحرك ساكنا للدفاع عن الحقوق المغتصبة أو على الأقل توثيق هذه الانتهاكات الخطيرة، وهي الانتهاكات التي أكد بشأنها السفير الصحراوي أنها دليل قاطع على فشل السياسة المغربية في"مغربية" الصحراء الغربية. وفي رده على سؤال حول إمكانية عودة الصحراويين إلى الكفاح المسلح، قال غالي إن الشعب الصحراوي متمسك إلى آخر نفس بحقه المشروع في تقرير مصيره، وأضاف "نحن نختار في كل ظرف الوسيلة التي تمكننا من الإسراع في بلوغ ذلك الغرض النبيل في نيل الاستقلال وإقامة الدولة الصحراوية".