اختتمت أمس بالعاصمة الموريتانية نواقشوط، أشغال ندوة خصصت لبحث قضايا الأمن في منطقة الساحل حضرها وزراء دول الجوار لمالي وممثلين عن الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة. وسبق انطلاق الاجتماع الرسمي لقاء ضم خبراء الدول المعنية والمنظمات الدولية والإقليمية المشاركة، بحثوا خلاله سبل صياغة الخطوط العريضة لإستراتيجية تسهيل مهمة قوة التدخل الإفريقية في شمال مالي المعروفة اختصارا باسم "ميسما"، بالإضافة إلى تعزيز فعالية الخطط العملية لمحاربة الإرهاب والحد من تسلل عناصر مختلف التنظيمات الإرهابية عبر حدود دول المنطقة، وكذا تبادل المعلومات الاستخباراتية حول الأنشطة الإرهابية وعناصرها وهوياتهم، إلى جانب توحيد التصورات حول العمليات الأمنية في هذا المجال. وبحث وزراء خارجية دول المنطقة في هذا الاجتماع التنسيقي خطة التحرك العملي للقوة الإفريقية المشتركة في مالي "ميسما"، عشية بدء فرنسا في سحب قواتها من مالي بحلول الشهر القادم وضمنت حراك استباقي لتفادي حدوث أي فراغ أمني قد تستغله التنظيمات الإرهابية، للعودة إلى مواقعها السابقة التي احتلتها في مدن غاو وتومبوكتو وكيدال منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق امادو توماني توري، شهر مارس من العام الماضي. يذكر، أن تعداد القوة الإفريقية في مالي بلغ إلى حد الآن حوالي 6300 رجل جلهم من جيوش دول إفريقيا الغربية وتشاد، الذين تم نشرهم في ولايات شمال مالي دعما للقوات الفرنسية المقدر تعدادها بحوالي أربعة آلاف رجل. وأبدت الأممالمتحدة أمس، أملها بأن تكون القوة الإفريقية التي ستعمل تحت إمرتها موجودة بالكامل في مالي بحلول شهر جويلية القادم، حتى تسهل لها مهمة الاضطلاع بالقضايا اللوجيستية في ولايات شمال مالي وتأمينها من أي رد فعل محتمل لمقاتلي التنظيمات الإرهابية. وقال ادموند موليه مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالعاصمة المالية، إن "شهر جويلية قد يشهد الانتقال من القوة الإفريقية إلى قوة إرساء الاستقرار التابعة للأمم المتحدة" بعد موافقة مجلس الأمن على ذلك. وتأمل دول غرب إفريقيا رفع تعداد هذه القوة إلى عشرة آلاف رجل يعملون تحت إمرة الأممالمتحدة بداية من شهر جويلية القادم توكل لها مهمة استعادة الأمن المفقود في شمال مالي، في نفس الوقت الذي تتكفل فيه القوات الأوروبية بتدريب وحدات الجيش المالي التي تأكد عدم جاهزيته بمهمة الاضطلاع بمهام أمنية، والتصدي للعناصر الإرهابية التي أبانت على قدرة في الإفلات من ضربات القوات الفرنسية، التي لجأت في كثير من المرات إلى استعمال الطائرات المقنبلة لضرب معاقلها في جبال ايفوغاس الصعبة. يذكر، أن اجتماع العاصمة الموريتانية جاء في نفس الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مقتل خامس جندي فرنسي في انفجار لغم أرضي زرع على طريق مرور سيارة كان على متنها في مدينة تيساليت في أقصى شمال مالي. كما أصيب ثلاثة جنود كانوا رفقته وصفت إصابات اثنين من بينهم بالخطيرة. كما انفجرت خمس قذائف ليلة السبت إلى الأحد على بعد كليومترات فقط عن مدنية غاو. وأكدت مصادر عسكرية فرنسية أن القذائف سقطت على مقربة من موقع عسكري فرنسي دون أن يخلف قتلى.