رحبت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وإسبانيا ممن يعرفون باسم "أصدقاء الصحراء الغربية"، بالزيارة التي يقوم بها الموفد الأممي الخاص كريستوفر روس إلى المنطقة، في إطار جولة تهدف إلى تفعيل مسار السلام في هذا الجزء من القارة الإفريقية. وعبرت هذه الدول في بيان نشرته سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة باسم المجموعة، على أملها في أن تنهي جولة روس التي بدأها أمس وتدوم إلى غاية 3 أفريل القادم"، الانسداد الحالي" الذي يعرفه مسار تسوية هذا النزاع القائم منذ أربعة عقود. وأكد البيان أن "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية رحبت بالإعلان عن زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس إلى المنطقة بما فيها الصحراء الغربية". وعبرت هذه الدول عن دعمها لجهود الوساطة التي يقوم بها الأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي في منظور المرحلة المقبلة لالتزامهما مع طرفي النزاع والدول المجاورة". وحثت البلدان الخمسة الأعضاء في المجموعة بالإضافة إلى إسبانيا طرفي النزاع، على التحلي بالمرونة في مواقفهما في التعامل مع المبعوث الشخصي وأثناء مفاوضاتهما، آملا في إنهاء الانسداد الحالي والمضي قدما نحو حل سياسي". وكان الناطق باسم الأممالمتحدة ادواردو ديل بواي أكد الجمعة الماضي، أن هذه الزيارة التي تندرج في إطار مهمة روس وتنفيذا لمختلف لوائح مجلس الأمن، تهدف إلى التحضير للمرحلة القادمة من مسار المفاوضات واستئناف مرتقب للمفاوضات المباشرة من أجل التوصل "إلى حل سياسي يقبله الطرفان ويسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير". وتأتي هذه الزيارة الجديدة للسيد روس إلى المنطقة، بعد تلك التي قام بها في أكتوبر الفارط والتي قدم على إثرها تقريرا لمجلس الأمن الدولي. وكان المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية قد عبر حينها عن "انشغاله العميق" إزاء استمرار الوضع على ما هو عليه في الصحراء الغربية، محذرا من أن "استمرار هذا النزاع قد يولد شعورا متزايدا بالحرمان، وقد يؤدي إلى أعمال عنف جديدة تكون عواقبها وخيمة على شعوب المنطقة، بما يتعين تسويتها في أقرب الآجال إذا توفرت إرادة حقيقية لدى طرفي النزاع في مباشرة حوار حقيقي". يذكر، أن جولة كريستوفر روس إلى المنطقة سبقها بجولة إلى عدة عواصم، منها الولاياتالمتحدةوعواصم أوروبية شملت إسبانيا القوة الاستعمارية السابقة وفرنسا وبريطانيا وروسيا ثم ألمانيا وسويسرا، ضمن مساعيه الرامية إلى حلحلة مسار سلام بقي مجمدا منذ عدة سنوات، بسبب تباعد موقفي البلدين وإصرار المغرب على تمرير فكرة الحكم الذاتي لشعب الصحراء الغربية، بدلا من تنظيم استفتاء لتقرير المصير، يختار خلاله الصحراويون بين الاستقلال أو البقاء تحت المظلة المغربية أي القبول بفكرة الحكم الذاتي. وسيعرض التقرير المقبل للأمين العام الأممي حول مسألة الصحراء الغربية على مجلس الأمن الأممي في أفريل المقبل.