أعلنت الوفود المشاركة في فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي الذي احتضنته تونس، من 26 إلى 30 مارس المنقضي، تبنيها لاقتراح الجزائر "ميثاق السلم" الذي يهدف إلى خلق مناخ خال من الحروب، ويمكن الشعوب من تكريس جهودها نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لتساهم الجزائر بوثيقة الاقتراح في إثراء النتائج المتوصل إليها في هذه التظاهرة العالمية، بعد أن شدت تجربة المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي اهتمام الطرف التونسي، بإعلان رئيس الحكومة علي العريض رغبته في إنشاء هيئة مماثلة في تونس. ففي هذا الإطار، أكد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، السيد محمد الصغير باباس، الذي ترأس الوفد الجزائري في المنتدى بأن المشاركين في هذه التظاهرة الدولية أقروا بالإجماع ميثاق السلم الذي اقترحته الجزائر، والرامي إلى نبذ الحروب والنزاعات المسلحة، التي تشكل حجر عثرة أمام استراتيجيات تنمية البلدان النامية. وحسب المتحدث، فقد نوقشت الوثيقة الجزائرية بشكل مطول ومعمق من قبل كل الوفود الحاضرة التي تمثل دولا من إفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا، والتي تبنتها بالإجماع قبل أن تسجل على مستوى المحكمة التونسية المختصة. موضحا بأن الغاية من ميثاق السلم، تكمن في إقامة الحوار الذي يسهم في تجسيد علاقات تعاون وشراكة بين الدول والشعوب، ورفض كل سياسة مبنية على تشجيع النزاعات المسلحة. وفي حين أبرز أهمية هذا الميثاق في إرساء دعائم السلم والأمن والاستقرار في العالم بأسره، أشاد السيد باباس من جهة أخرى بالإعلان عن تأسيس اللجنة التونسية للتضامن مع الشعب الصحراوي ونصرة قضيته من أجل الانعتاق والتحرر، مبرزا بالمناسبة المواقف الجزائرية المبدئية والثابتة في تأييد ومساندة حق الشعوب في تقرير مصيرها وفي مقدمتها إقرار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وتجسيد مبدأ حق تقرير مصير الشعب الصحراوي. وثمن رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي المشاركة الجزائرية المكثفة في الأنشطة المتعددة التي ميزت فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الحركات الجمعوية الجزائرية كانت حاضرة في مختلف الورشات وأفواج العمل التي انتظمت بالمناسبة ولاسيما تلك التي عكفت على دراسة المسارات الثورية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتلك التي بحثت التعاون والشراكة في الفضاء الأورومتوسطي. كما أبرز في نفس السياق إسهام الوفد الجزائري بفعالية في نشاطات الورشات التي انكبت على إعداد توصيات تخص تشغيل الشباب وتكوينهم وإدماجهم اجتماعيا ومهنيا، وكذا إسهاماته في الورشات الخاصة بشؤون الصحة والتربية والعائلة ومكانة المرأة وسبل ترقية دورها اجتماعيا وثقافيا وتربويا ومهنيا، فضلا عن مشاركاته الفعالة في أشغال الورشات التي تناولت إشكالية اقتصاد السوق وإيجاد الحلول البديلة لليبرالية المتطرفة. وكان السيد باباس قد أشار في أعقاب لقاء جمعه برئيس الحكومة التونسية السيد علي العريض على هامش المنتدى إلى أن الطرف التونسي أبدى اهتماما بالغا للاستفادة من تجربة المجلس الوطني الاقتصادي والإجتماعي. موضحا بأن السيد العريض عبر له عن تطلع تونس إلى إنشاء هيئة استشارية مماثلة لتعويض المؤسسة التي كانت تعنى بهذه المهام والتي تم حلها بعد سقوط النظام السابق في تونس. وكخلاصة لنتائج أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي وللمشاركة الجزائرية في التظاهرة أكد رئيس المجلس الوطني الإقتصادي والاجتماعي بأن نتائج المنتدى جاءت لتؤكد المواقف الثابتة والمبدئية التي اتخذتها الجزائر منذ سنوات السبعينيات والتي تهدف إلى التعبير عن القرارات السيادية للشعوب المستضعفة والمطالبة بإقامة نظام اقتصادي عالمي جديد. مبرزا في سياق متصل أهمية الاستراتيجيات التي تبنتها الجزائر في مجال دعم وترقية الحوار شمال - جنوب والحوار جنوب – جنوب، ولاسيما في ظل الظروف الدولية الراهنة المتميزة بالأزمات الاقتصادية والمالية والطاقوية والغذائية والبيئية. من جانبه، أعرب رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، السيد محرز العماري، عن ارتياحه العميق إزاء المواقف التضامنية التي أبدتها مختلف مكونات المجتمع المدني الدولي المشاركة في المنتدى مع نضالات الشعب الصحراوي من أجل تطبيق الشرعية الدولية، مشيرا بالمناسبة إلى أن الأرض التونسية التي كانت بالأمس السند القوي لكفاح الشعب الجزائري واحتضنت جيش التحرير الوطني واللاجئين الجزائريين تحتضن أعضاء الوفد الصحراوي الذين قدموا من أجل التعريف بقضيتهم التحررية وتنوير الرأي العام الدولي حول واقع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية في ظل الانتهاكات الخطيرة المرتكبة في حق المناضلين الصحراويين من طرف سلطات الاحتلال المغربي.