مع بداية حملة الحصاد والدرس، تستقر بعض العائلات التي تسمى محليا "ببني عداس" لمزاولة نشاط الرعي بالأغنام، فيما تفضل أخرى ممارسة الشعوذة وقراءة الحظ على الكف للتائهين في رحلة البحث عن السعادة والحظ واستكشاف ما يخبئ لهم المستقبل. ويستقر هؤلاء في خيم يفضلون نصبها على مساحات شاسعة لضمان الكلأ لماشيتهم، كما يفضلون التواجد بالقرب من أهم الطرقات التي تشهد حركة وكثافة مرورية خاصة الطريق الوطني رقم 04 لمزاولة هذا النشاط مقابل دفع مبلغ من المال حسب قدرة كل سائل يبحث عن معرفة ما يحمله المستقبل وما تكشفه خطوط كفه وملامحها عن مسار حياته. يعد الرسم على التراب بواسطة قصبة أو اللعب بالأوراق أنواع أخرى من الطقوس التي يستخدمونها، وفي الغالب ما تشعرك الممتهنات لهذا النشاط من فتيات ونساء بني عداس حسب روايات وشهادات روادهم بمقدمات حزينة مليئة بقصص تشعر بالضياع وسوء العاقبة لكن في آخر المطاف تدخل في نفسك البهجة والسرور، وهي من الحيل التي يستعملونها لاصطياد فريستهم والتي غالبا ما تكون من الفئات المحدودة ثقافيا أو ضعيفة الإيمان وهو الانطباع السائد لدى عامة الناس الذين قمنا باستجوابهم عبر عدة مناطق بعين الدفلى. وتؤكد هاته العائلات أنها تستغل فرصة الحصاد للقدوم الى الولاية حيث تنصب خيما بالية مصنوعة من القصب والبلاستيك وتخرج المرأة الى قارعة الطرقات لممارسة هذا النشاط قصد جلب المال، فيما تتجه البعض منهن الى البيوت الواقعة بالمدن في محاولة للاحتيال على الماكثات في البيوت في غياب رب الأسرة، والكثير من النساء ذهبن ضحية هؤلاء المشعوذات، وقد طالعتن الجرائد عن قصص مثيرة انتهت في آخر المطاف بتشرد أفراد عائلة بأكملها. ومن بين الحوادث التي وقعت ولا زالت تتردد على ألسنة سكان الولاية، تلك التي وقعت بمنطقة عين أمران بالشلف، حيث اشغلت مشعوذة قلة حيلة عجوز طاعنة في السن أوهمتها بأن زوجها سيتخلى عنها في القريب العاجل عن طريق استخدام ذهبها ومجوهراتها ثم استبدلت المجوهرات بقطع من النحاس ووضعتها داخل كيس من الملح طالبت إياها بفتحه بعد يومين حتى تزول ويبطل المكروه الذي قد يصيبها، لكن الفاجعة كانت كبيرة في نفسية العجوز عندما اكتشفت الحقيقة وفقدت مجوهراتها التي تفوق قيمتها 20 مليون سنتيم، ولم تفلح محاولات السكان في ايقاف المشعوذة. ومازالت روايات وقصص أخرى أسيرة جيران المنازل خوفا من الفضيحة لكن قبل القدوم المكثف وغزو هذه الفئة قرى ومدن الولاية، يتوجب التحسيس أكثر بخطورتها عن طرق تفعيل دور المسجد ووسائل الإعلام والمجتمع المدني، فما دام الدجالون والمشعوذون كما قال أحدهم »باستطاعتهم تغيير أوضاع الناس ماديا واجتماعيا فليغيروا من وضعيتهم«.