سيركز المعرض الدولي للفلاحة، الذي جمع هذا العام معرضين دوليين هامين هما معرض الإنتاج والعتاد الفلاحي والصناعات الغذائية ومعرض الإنتاج الفلاحي المزمع تنظيمه خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 18 ماي القادم، على أبرز النقائص التي يعانيها قطاع الفلاحة في بلادنا بعد مرور 50 سنة على استقلال الجزائر رغم الإمكانيات المادية الهامة التي تقدمها الدولة للفلاح سواء في شكل دعم مادي أو مسح للديون. وسيخصص الصالون الذي سيعرف مشاركة أجنبية قياسية، حيزا واسعا للحلول العملية للنهوض بقطاع الفلاحة من خلال تسليط الضوء على المكننة التي يعول عليها كثيرا لحل مشكل نقص اليد العاملة التي يعاني منها القطاع. وخلال ندوة صحفية عقدتها، أمس، مجموعة التفكير "فلاحة إينوف"، بمقر الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية، تحضيرا لانطلاق الطبعة 13 للمعرض الدولي للإنتاج والعتاد الفلاحي والصناعات الغذائية "سيبسا 2013" بقصر المعارض الصنوبر البحري، ركز المتدخلون وهم خبراء مختصون في مختلف الشعب الحيوانية والنباتية، على الأهمية التي تكتسيها هذه الطبعة التي تعد فرصة هامة لالتقاء الفلاحين والاطلاع على الوسائل والتقنيات الجديدة لتطوير الإنتاج الفلاحي والحيواني بالإضافة إلى الاحتكاك أكثر مع الأجانب. ويتخذ المعرض شعار المكننة لتطوير الإنتاج الفلاحي على اعتبار أن إقحام الآلات في مجال الإنتاج من الملفات الهامة نظرا لعزوف الشباب عن قطاع الفلاحة والعمل فيه على الرغم من عروض الاستثمار والدعم المغري الذي تقدمه السلطات للوافدين الجدد، بالإضافة إلى الامتيازات التي استفاد منها غالبية الفلاحين على غرار مسح الديون.. ورغم ذلك، فإن القطاع يعاني من نقص اليد العاملة وهي إشكالية كبيرة يجب حلها باللجوء للآلة التي تعمل كذلك على تخفيض تكلفة الإنتاج. كما سيشكل موضوع حماية السلالات النباتية والحيوانية محورا هاما للنقاش خلال الصالون بإشراك خبراء ومختصين وطنيين وأجانب، على اعتبار أن الحفاظ على السلالات المحلية وحمايتها هو أساس الأمن الغذائي الذي تنشده دول العالم والجزائر بشكل خاص، علما أن الجزائر كانت غداة الاستقلال تتوفر على سلالات نباتية هامة منها 3000 صنف من الحمضيات و40 ألف صنف من الزيتون و40 صنفا آخر من العنب.. غير أنها اليوم فقدت غالبية هذه الأصناف والسلالات بحيث لا نسجل حاليا سوى 45 صنفا من الزيتون أغلبها بمنطقة بجاية بالإضافة إلى 300 صنف من الحمضيات. وللمحافظة على الأصناف والسلالات المحلية سواء الحيوانية منها أو النباتية يجب اللجوء إلى تقنية التلقيح الاصطناعي خاصة فيما يتعلق بالأبقار والأغنام الجزائرية التي تحمل خصائص وميزات إيجابية وصل صيتها إلى أوروبا لكن عبر قنوات مغاربية بسبب افتقار بلادنا لمذابح بمقاييس أوروبية تمكننا من تسويق وتصدير منتجاتنا نحو الخارج.. علما أن لحم الأبقار الجزائري يسوق بفرنسا مثلا على أساس أنه منتوج تونسي في الوقت الذي يتم فيه تهريب هذه الحيوانات نحو تونس التي تتوفر على مذابح متطورة ومصادق عليها تفتح لها أبواب التصدير نحو الخارج. ويشير السيد أمين بنسمان، منظم الصالون ورئيس مجموعة التفكير "فلاحة اينوف"، إلى المشاركة الأجنبية الايجابية التي سجلت حضورها هذا العام حيث فاق عدد المشاركين 350 عارضا أجنبيا من 30 دولة من مجمل 550 عارضا يتوزعون على مساحة عرض قياسية تفوق 17 ألف متر مربع، وعلى هذا الأساس، يتوقع المنظمون توافد أزيد من 20 ألف زائر من المهنيين والمهتمين بتطوير القطاع الفلاحي والحيواني خاصة أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ممن استفادوا من قروض ودعم مالي لتطوير مشاريعهم.