أشرف السيد شريف رحماني، وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، رفقة السيد ويلي ليبر رئيس مجمع "ليبر" الألماني أحد الرواد العالميين في إنتاج آليات الأشغال العمومية، على انطلاق إنتاج أول آلية تحت علامة "ليبر" ضمن مجموعة من الأصناف الجديدة من آليات الأشغال العمومية التي تنتجها الشركة المختلطة الجزائرية-الألمانية، سوماتيل - ليبر، وذلك في إطار الإنعاش الاقتصادي المدعم من طرف الحكومة وإعادة إنعاش القطاع الميكانيكي. وتصنع الشركة المختلطة سبعة أنواع من المنتوجات هي: الجرافة 250 حصانا و350 حصانا، محمل 2 متر مكعب و4 أمتار مكعبة، معاول على براغي 26 طنا و50 طنا، معاول على عجلات 18 طنا، وهي معدات من الجيل الجديد للحفر والحمل موجهة بالخصوص إلى قطاع البناء، الاشغال العمومية، الأشغال الهيدروليكية، الأشغال البترولية، أشغال التعدين والأشغال الغابية، حيث سيتم تصنيع 166 آلية خلال هذه السنة ليتم رفع الإنتاج إلى 540 آلية بعد 4 سنوات من العمل، كما سيتم إدماج المنتوجات خلال هذه السنوات الخمس حسب اتفاقية الشراكة المبرمة من 35 % إلى 50 %. وقال الوزير إن الدولة تسعى إلى خلق قطب صناعي بولاية قسنطينة، خاصة مع توفر كل الظروف الملائمة من يد عاملة مؤهلة، بنى تحتية وسوق قابلة للتطور، ليضيف أن إنتاج هذه الآليات سيكون بالدرجة الأولى لتلبية حاجيات السوق المحلية قبل التفكير في التصدير إلى الدول المجاورة والإفريقية كمرحلة ثانية من اتفاقية الشراكة. وحسب السيد شريف رحماني، فإن مجال التعاون مع المجمع الألماني "ليبر" الذي يمثله السيد ولي ليبر ابن مؤسس الشركة، من الممكن أن يمتد ليشمل قطاعات أخرى يتخصص فيها المجمع على غرار الإلكترونيك والآلات الكهرومنزلية، الفندقة، الطيران والفضاء. وعن اختيار المجمع الألماني كشريك استراتجي، قال الوزير إن الجزائر بلد مستورد لآليات الأشغال العمومية بسبب العجز المسجل في الإنتاج الوطني، ولديها مشكل في التشغيل، نقص الخبرة، وللاستجابة لكل هذه الانشغالات وجب إيجاد شريك صناعي لديه القدرة، الذكاء والخبرة والمعرفة وهذه الأمور تتوفر في مجمع ليبر. واعترف السيد الشريف رحماني في مجال ضمان تسويق المنتوج الوطني في ظل المنافسة الشرسة وغير الشريفة، بأن الجزائر لم تصل بعد إلى المستوى الحقيقي لمراقبة جودة المنتجات التي تدخل السوق الجزائرية عبر الحدود، معتبرا أن ضمان المنتجات المحلية لتوفير منافسة شريفة لن يتم إلا بالتحكم في مراقبة المنتجات المستوردة خاصة منها التي لا تحترم مقياس الجودة وتباع بأسعار منخفضة وتؤثر على المنتجات الجزائرية ذات النوعية الحسنة على غرار ما تشهده سوق الآلات الصناعية والميكانيكية. وقال السيد شريف رحماني خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بمقر مؤسسة إنجاز آليات الأشغال العمومية بمركب عين السمارةبقسنطينة، أن قطاع الصناعة يعرف الكثير من التحسن مقارنة بقطاعات أخرى وأنه كوزير يشرف على هذا القطاع الهام والحساس راض عن النتائج التي وصل إليها، معتبرا أن التحدي القادم يقوم على التحكم في حلقات قطاع الميكانيك. من جانبه، أكد السيد ويلي ليبر رئيس المجمع الألماني، أن اختيار الجزائر لم يكن صدفة، وإنما جاء بعد دراسة خاصة وأن المجمع له خبرة في العمل لعدد من السنوات بمركب عين السمارة ويريد إعادة التجربة، معتبرا أن السوق الجزائرية سوق واعدة وأن الاتفاقية تشمل أيضا التكوين ونقل المعرفة والتكنولوجيا.