لاقت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان استحسانا وترحيبا كبيرين سواء داخل الدولتين الجارتين أو لدى المجموعة الدولية. وساعدت أول زيارة الأولى يقوم بها الرئيس السوداني منذ استقلال الجنوب في التاسع جويلية 2011، على إطفاء فتيل حرب كانت توشك أن تندلع على خلفية النزاعات التي كانت تنشب بين الجانبين على طول الحدود سواء بسبب الخلافات على مياه النيل أو النفط أو ترسيم الحدود. وهو ما أكده برنابا بنجامين المتحدث باسم حكومة دولة جنوب السودان أمس، الذي أكد أن “زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لجوبا الجمعة حققت أكبر الإنجازات المتمثلة في تأكيد الثقة المتبادلة بين الدولتين”. وأضاف “أنها لقيت صدى وترحيبا رسميا وشعبيا كبيرا أكد على عمق ومتانة علاقات البلدين والمصالح والقواسم المشتركة التي تربطهما ومدى الرغبة الصادقة في إحلال السلام الدائم وإحداث الاستقرار المطلوب”. وأكد المسؤول الجنوب السوداني التزام بلاده التام ب«تنفيذ الترتيبات الأمنية بصورة كاملة وشاملة مع السودان، خاصة ما تعلق بفك الارتباط الأمني والسياسي والعسكري مع المتمردين”. كما أكد على أن “اتفاق التعاون المشترك لا تراجع فيه وأن حكومة جنوب السودان توليه اهتماما خاصا من أجل تحقيق الاستقرار بين الدولتين ولمحيطهما الإقليمي”. وأجرى الرئيس السوداني أول أمس، زيارة قصيرة إلى الجارة الجنوبية أجرى خلالها محادثات مع الرئيس سلفا كير ضمن مسعى لإرساء الثقة وتأكيد حسن نوايا الخرطوم في تسوية كل الخلافات التي لا تزال عالقة مع جوبا بالطرق السلمية. وهو ما جعل الأمين العام الأممي بان كي مون يطالب زعيما البلدين إلى “المحافظة على هذا الزخم الإيجابي”. وقال المتحدث باسم بان كي مون إن “الأمين العام يرحب بالاجتماع الذي جرى بين رئيسي السودان وجنوب السودان في جوبا، وأن المناقشات البناءة التي جرت بينهما شجعته على تطبيق الاتفاقيات الموقعة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في 27 سبتمبر 2012 وحثهما على المحافظة علي هذا الزخم الإيجابي”. وكان الرئيسان البشير وكير وصفا في مؤتمر صحفي مشترك، أن تسوية القضايا الأمنية بالأمر الضروري لتنفيذ أي تعاون بين البلدين، حيث تعهدا بتطبيق بنود الاتفاقية الأمنية وأشاد كل منهما بالخطوات التي اتخذها الجانب الآخر لإقامة منطقة منزوعة السلاح على الحدود المشتركة. من جانبه، أعرب الاتحاد الإفريقي عن ترحيبه باستئناف إنتاج النفط في جنوب السودان ونقله وتصديره عبر خط النفط السوداني. واعتبرت نكوسازانا دلاميني زوما رئيسة المفوضية الإفريقية، أن عملية الاستئناف تمثل خطوة أخرى كبيرة في تطبيع العلاقات بين السودان وجنوب السودان وكذلك نقطة تحول في الثروة الاقتصادية للدولتين بعد أن عانتا بشدة منذ تعليق إنتاج النفط عام 2012، وأعربت زوما عن ترحيبها بالالتزام الواضح والإرادة السياسية للدولتين من أجل “تعزيز” علاقاتهما وتشجيعهما على البقاء في ثبات على هذا الطريق.