دفع الماء الملوث الذي يسيل عبر الحنفيات نتيجة قدم بعض الأنابيب، بالسيد بوقرة، إلى التفكير في اختراع جهاز يضمن للمستهلك الحصول على ماء نقي، فما كان منه إلا أن ابتكر مصفاة تخلص الماء من كافة الشوائب التي قد تعلق به... «المساء» التقت «عمي زقير بوقرة» ابن ولاية سكيكدة، بصالون الشغل الذي أقيم مؤخرا بالعاصمة، وحول هذا الابتكار عدنا لكم بهذا الحوار... «المساء»: بداية، هل لك أن تقدم لنا بطاقتك الفنية؟ أنا مخترع من ولاية سكيكدة، كنت إطارا في الدراسات بمجمع سوناطراك سابقا، وبعد أن أحلت على التقاعد فكرت في استغلال خبرتي التي تزيد عن 70 سنة في المجال التكنولوجي، لابتكار بعض الأجهزة التي تفيد بلدي.
حدثنا عن المصفاة التي ابتكرتها؟ في الحقيقة المصفاة التي اخترعتها هي نتاج أكثر من عشر سنوات من العمل والبحث المتواصلين، حيث توصلت إلى تشكيل أنبوب مصنوع من الطين المرشح بفضل المسام الموجودة به يتولى عملية تصفية الماء من كل الشوائب التي قد تعلق به بعد مروره بالأنابيب، يكفي فقط تركيب المصفاة بأنبوب الماء بالمنزل ليحصل المستهلك على ماء نقي نقاء المياه المعدنية مع احتفاظه بكل مكوناته من الأملاح المعدنية.
ما الذي جعلك تفكر في اختراع مصفاة للماء؟ ببساطة، لأن الماء الذي يسيل عبر الحنفيات ملوث ولكن بدرجات متفاوتة، فبعد الدراسة التي قمت بها تبين لي أن ماء المطر نقي، غير أنه يتلوث بعد نزوله الى الأرض وتجميعه بالسدود، حيث يكون معرضا لمختلف عوامل التلوث كأن تموت به بعض الحيوانات، وبعد أن تتم تصفيته اصطناعيا يمر عبر الأنابيب للمنازل، أثناء هذه الرحلة يختلط ببعض الشوائب الناتجة عن قدم الأنابيب فتزداد حدة التلوث، وعليه حتى نضمن حصول المستهلك على ماء نقي، قمت باختراع هذه المصفاة التي تعيد تصفية الماء المصفى سابقا، أي أنها تقوم بعمل مكمل للتصفية الاصطناعية، ومنه فهي ضمان.
حدثنا عن أهم الخصائص التي تميز هذا الاختراع؟ من أهم ميزات هذه المصفاة، أنها صديقة للبيئة، لأنها غير قابلة للتلف أو التلوث، يكفي فقط نزعها لتنظيفها وإعادتها، كما أنها لا تفقد الماء المصفى خصائصه، إذ يظل محافظا على مكوناته، وأكثر من هذا، إن تغير لون الماء فإن الأنبوب يمنع اللون من المرور ونحصل بذلك على ماء نقي، وإلى جانب كل هذا، يمكننا أيضا الحصول على ماء منكه يكفي فقط أن نضع بعض أوراق النعناع في الأنبوب لنحصل على ماء معطر، مع العلم أن المسامات بالأنبوب تمنع اليخضور من المرور عبره وبالتالي يكون لدينا ماء عذب بمذاق طيب.
ما هي الصعوبات التي واجهتك؟ من أكثر المشاكل التي واجهتني غياب الدعم المادي، إذ كنت أقسم دخلي بين أفراد عائلتي والجزء المتبقي أخصصه للبحث وبعد أن أعطى جهدي ثماره بنجاح التجربة التي قمت بها على الماء، قررت التقدم إلى وكالة دعم وتشغيل الشباب عن طريق ابنتي، بحكم أني كبير في السن، وبعد أن حصلت على قرض قمت سريعا بإنجاز مؤسسة مصغرة يعمل فيها اليوم كل أفراد عائلتي لأني أؤمن بقاعدة مفادها أن» الاقتصاد الوطني يبنى من الاقتصاد العائلي».
ما الذي تتمناه؟ أتمنى أن يفهم المواطن أن هدفي الأول من اختراع هذه المصفاة، هو تمكينه من استهلاك ماء نقي، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، أرغب في أن يتم إدراج هذا الاختراع بدفتر الشروط الخاص بتجهيز البنايات، ليتحول إلى جهاز ضروري بكل المنازل، شأنه شأن الحنفية والكهرباء.