دخل فريق اتحاد العاصمة التاريخ، أمس، بتتويجه بأول لقب على المستوى الدولي، حين انتزع كأس الأندية العربية، باستضافته فريق العربي الكويتي على أرضية ملعب 5 جويلة الأولمبي، الذي فاز عليه بثلاثة أهداف مقابل اثنين، ويهدي الكأس الثانية على التوالي لأنصاره في ظرف 15 يوما، بعد أن أهداهم كأس الجمهورية في الفاتح من شهر ماي الجاري بفوزه على مولودية الجزائر بهدف مقابل صفر. وفي أجواء رياضية، شهدها الملعب الأولمبي، مساء أمس، استطاع النادي العاصمي أن يسجل ثلاثة أهداف كاملة، بعدما كاد أن يدخله الشك حين تمكن الضيف الكويتي من تعديل النتيجة في الشوط الثاني من المباراة، فبعد بداية كانت صعبة نوعا ما بالنسبة للاتحاد، تألق المهاجم نورالدين دحام بتسجيل الهدف الأول في الدقيقة 13 من المرحلة الأولى، بعدما استقبل كرة جميلة من فاهم بوعزة لم يترك من خلالها مجالا للحارس الكويتي سليمان عبد الغفور، للتصدي لها. هذا الهدف فتح شهية أبناء سوسطارة الذين أبدوا استعدادهم منذ البداية للاحتفاظ بهذا اللقب الغالي، حيث تواصلت حملات لاعبي الاتحاد من أجل بلوغ المرمى مرة ثانية، ليضيع مسجل الهدف الأول (دحام) فرصة كبيرة للتسجيل في الدقيقة 33، ولم يدم انتظار أنصار الفريق كثيرا حتى تمكن اللاعب جديات من إمضاء الإصابة الثانية في اللقاء برأسية خادعت حارس العربي في الدقيقة 37، وتواصل الضغط من قبل العاصميين، الذين حاولوا التسجيل في عدة فترات من المرحلة الأولى إلا أنهم فشلوا في تحقيق مبتغاهم. في الشوط الثاني من اللقاء، الذي دخله الاتحاد محروما من خدمات وسط الميدان حمزة كودري، الذي تلقى بطاقتين صفراوين في المرحلة الأولى، كلفتاه الطرد في الدقيقة 41 من المباراة، تراجع أداء اللاعبين الجزائريين، الذين عادوا إلى الوراء تاركين روح المبادرة للكويتيين، الذين دخلوا هذه المرحلة بوجه مغاير تماما عن الذي ظهروا به في المرحلة الأولى، مستغلين النقص العددي لاتحاد العاصمة الذي أنهى اللقاء بعشرة لاعبين، حيث تمكن اللاعب قادر فال من مخادعة زماموش برأسية في الدقيقة 58 من المباراة، بعد أن تلقى رأسية على شكل فتحة من زميله مصطفى فال، هذا الهدف أسال العرق البارد للاعبي الاتحاد، الذين لم يكونوا ينتظرون هذا السيناريو، مما جعلهم يفقدون التركيز، ليتلقوا هدفا ثانيا من قذفة من حوالي 20 مترا من اللاعب الموسوي، الذي أسكن الكرة في شباك زماموش في الدقيقة 61، معدلا بذلك النتيجة وباعثا المباراة من جديد، كون أن هذا التعادل كان سيقصي الاتحاد، وهذا ما جعل المدرب رولان كوربيس يقحم اللاعب أندريا، الذي كان لدخوله الأثر الإيجابي على التشكيلة العاصمية، وبفضل تحركات هذا الأخير فوق الميدان استطاع أن يحصل على ضربة جزاء في الدقيقة 75، بعدما ارتكب عليه خطأ في منطقة العمليات، ضربة الجزاء نفذها بنجاح اللاعب العائد إلى الفريق ربيع مفتاح، ليعيد الأمل لفريقه، الذي لم يكن أمامه أي حل بعد ذلك سوى الحفاظ على النتيجة، ليعلن الحكم عن نهاية اللقاء بتتويج تاريخي لاتحاد العاصمة، الذي تسلم كأس العرب من يدي الوزير الأول السيد عبد المالك سلال بعد أسبوعين فقط من كأس الجزائر. طارق.ب
التصريحات
كوربيس: تمكنت من رفع التحدي وإحراز لقبين في الموسم « أنا سعيد جدا بهذا التتويج الذي أهديه لأنصار الاتحاد الذين حضروا بقوة لمساندتنا، كما أهديه أيضا إلى روح شقيق الرئيس علي حداد. لم تكن المهمة سهلة بالنسبة لنا مثلما توقعناه، وزاد في تعقيدها طرد اللاعب كودري قبل نهاية الشوط الأول، وهو غير عادل في نظري. أحيي شجاعة عناصري التي تمكنت من العودة في المباراة بعد تعديل النتيجة من طرف المنافس، على الرغم من التعب الذي نال منها بسبب كثافة المباريات، ومع ذلك تمكنت من رفع التحدي بإحراز اللقب الثاني في الموسم.”
دزيري : الفوز بلقبين في 15 يوما شعور لا مثيل له «الأمور لم تكن سهلة، لقد تعبنا كثيرا حتى وصلنا إلى تحقيق هذا الإنجاز، كنا نلعب كل ثلاثة أيام وكنا نخشى كثيرا من التعب الذي قد ينال من اللاعبين، الحمد لله استطعنا أن نحرز الكأس الثانية بعد كأس الجزائري في ظرف 15 يوما ، وجدنا صعوبات كثيرة اليوم أمام هذا الفريق الكويتي الكبير، فهذا الفريق يسجل دائما خارج قواعده هدفين والدليل أنه قام بذلك اليوم أيضا، أنا سعيد جدا بهذا التتويج، الشعور كبير بالفوز بلقبين في 15 يوما فقط، فيما يتعلق بطرد اللاعب كودري، أظن أن اللقاء مباراة نهائية ولا يمكن حرمان اللاعب من لعبها إلى آخرها، لكن ربما الحكم رأى أشياء لم نراها وهو حر”.
انتظر مولوده الأول بعد نهاية اللقاء وقد انتظر مساعد مدرب اتحاد العاصمة، بلال دزيري مولودا مساء أمس، حيث صرح لنا بعد نهاية اللقاء، بأنه كان ينتظر المولود بعد 4 أو 5 ساعات ، لتكتمل فرحة هذا المدرب الذي كان لاعبا كبيرا، فبعد الفوز بكأس الجزائر وبكأ س العرب، انتظر، ازديان فراشه بمولوده الأول ، فهنيئا لبلال دزيري .
جوزي روماو (مدرب العربي) : حرمنا من 7 ضربات جزاء في كأس العرب « أتأسف على هذه الخسارة، حيث كان بمقدورنا تجنبها بعدما نجحنا في تعويض الهدفين المسجلين في الشوط الأول، لكن إخفاقنا كان في تسيير المباراة في دقائقها الأخيرة، خاصة وأننا كنا على مقربة من التتويج. أظن أن عاملي الملعب والجمهور كانا حاسمين، ما يعني أن الاتحاد كان محظوظا بإجراء مباراة العودة على ملعبه، لقد حرمنا من 7 ضربات جزاء في مشوارنا في كأس العرب”
حداد:حصيلة فريقي إيجابية وأنا سعيد بهذه الكأس الثانية « أنا سعيد جدا بهذه الكأس الثانية في ظرف أسبوعين، أعتبر حصيلة فريقي هذا الموسم إيجابية للغاية، في ظل ضغط المباريات المتتابعة وسوء البرمجة من طرف رابطة كرة القدم المحترفة، لاعبونا تمكنوا من تحدي كل هذه الصعاب والتتويج بلقبين مهمين. بخصوص المدرب كوربيس، أظن أن العمل الذي أنجزه يجعلنا نتمسك به، حيث لا يعقل التفريط في مدرب من حجمه، غير أن الفصل في الموضوع ليس قضية الساعة”.
دحام: أحمد الله أننا وفقنا في إدخال الفرحة إلى قلوب أنصارنا « هذا التتويج بالكأس العربية يضاهي تتويجنا الأخير بكأس الجزائر، أحمد الله على أنه وفقنا لإدخال البهجة في قلوب أنصارنا، على الرغم من أننا واجهنا صعوبات كثيرة لتحقيق هدفنا، والدليل على ذلك المنحى الذي عرفته مباراة اليوم، عندما عاد المنافس من بعيد وعدل النتيجة، لكن ذلك لم يمنعنا من تسجيل هدف الفوز أمام منافس كنا نعلم مسبقا بأنه يجيد اللعب كثيرا خارج ملعبه”.
البطاقة الفنية
ملعب 5 جويلية الأولمبي، طقس متقلب، أرضية ثقيلة، جمهور غفير الحكام : خليل جلال بمساعدة بدر الشمري وخالد الدغيري من السعودية الحكم الرابع: فهد العريني، محافظ اللقاء: حسين سعيد من العراق الأهداف: اتحاد الجزائر: دحام (13) وجديات (37) ومفتاح ( 76 ض ج) العربي الكويتي: قادر فال (57) وحسين الموسوي (61) الإنذارات: كودري (26 و42)، فاهم بوعزة (59)، نسيم بوشامة (62) وزين الدين فرحات (90) بدبودة (90+2) اتحاد الجزائر الطرد: كودري (42) اتحاد الجزائر تشكيلة الفريقين: اتحاد الجزائر: زماموش، شافعي، بدبودة، جديات (أندريا 66)، العيفاوي، مفتاح، بوعزة (حسين العرفي 60)، بن موسى، دحام (زين الدين فرحات 45) المدرب: رولان كوربيس العربي الكويتي: سليمان عبد الغفور، طلال نايف، أحمد هايل، قادر فال، حسين الموسوي، محمد سريح، أحمد الراشدي، عبد الله الشمالي، علي مقصد، أحمد إبراهيم (محمد جرش 51) ، مرتضى فال المدرب: خوسي روماو
أصداء
أنصار الاتحاد بعائلاتهم في الملعب ولم ينسوا حتى الرضع خلق أنصار اتحاد العاصمة، أمس، في ملعب 5 جويلية، بمناسبة لقاء فريقهم بالعربي الكويتي، في إياب نهائي كأس العرب، أجواء العرس الكبير، فلأول مرة تغص بعض المدرجات بالعائلات التي جاءت للحضور والمساهمة في تتويج فريقهم الغالي، الأطفال، البنات والنساء وحتى الرضع، سجلوا حضورهم في الملعب، الذي التهب بعد تسجيل الهدف الثالث وعند إعلان الحكم السعودي عن نهاية المباراة وتتويج الفريق العاصمي بأول لقب على المستوى الدولي، لتعلن بعد ذلك الأفراح التي انطلقت من الملعب وجابت كل شوارع العاصمة من سوسطارة وباب الوادي إلى كل الأحياء الأخرى.
سلال يسلم ثاني كأس لاتحاد العاصمة في ظرف أسبوعين تسلم اتحاد العاصمة ثاني كأس من يدي الوزير الأول عبد المالك سلال في ظرف أسبوعين فقط، فبعد أن سلم له كأس الجمهورية يوم الفاتح ماي الجاري، كان هو من سلمه كأس العرب أمس في نفس الملعب 5 جويلية، حيث احتفل الجميع بهذا التتويج الذي شرف الجزائر ككل.
أنصار مولودية الجزائر جنبا إلى جنب مع أنصار الاتحاد كان أنصار مولودية الجزائر، أمس، جنبا إلى جنب مع مناصري فريق اتحاد العاصمة، حيث جاء ”الشناوة” بقوة إلى ملعب 5 جويلية لمساندة فريق سوسطارة من أجل مساعدته على التتويج بكأس العرب، وقد نسي هؤلاء انهزامهم الأخير في نفس الملعب أمام نفس الفريق الذي انتزع منهم كأس الجزائر في أول ماي الجاري.
الوزير بن يونس شجع الاتحاد بارتدائه قميص النادي ظهر وزير البيئة وتهيئة الإقليم، عمارة بن يونس، في المنصة الرئاسية لملعب 5 جويلية الأولمبي، لدى تلقي الفريقين الميداليات، مرتديا قميصا بألوان اتحاد العاصمة، والمعروف على معالي الوزير أنه يعد من المناصرين الأوفياء لشبيبة القبائل، فالأمر كان يتعلق بتمثيل الألوان الوطنية ولهذا أراد الوزير بن يونس، أن يشجع بطريقته الخاصة الفريق العاصمي.
600 ألف دولار مكافأة لاتحاد العاصمة سيتحصل فريق اتحاد العاصمة على مكافأة من الاتحاد العربي تقدر ب 600 ألف دولار نظير فوزه بكأس العرب أمس على العربي الكويتي، حيث سيقتسم مليون دولار المخصص للنهائي مع منافسه الكويتي الذي سيتحصل على 400 ألف دولار.