شدد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، على ضرورة تمكين الشباب من المرافق الثقافية والترفيهية لفترات طويلة خلال ساعات اليوم وعلى مدار فصول السنة، وانتقد سياسة الغلق المبكر لأبواب هذه المرافق العمومية التي أنشئت أصلا للترويح والتنفيس، قائلا في هذا الصدد "اتركوا الشباب يتنفسون مثلما يريدون..". وأوضح السيد سلال خلال زيارته للقطب الرياضي والثقافي والترفيهي لكشيدة بولاية باتنة، أين لاحظ بأن مركز التسلية العلمية التابع للقطب يشتغل من الرابعة إلى التاسعة ليلا، بأنه من غير المعقول أن تنشئ الدولة المرافق الثقافية والترفيهية لفائدة الشباب ثم يتم حرمان هذا الشباب من الاستمتاع والاستفادة لمجرد أن المشرفين عليها يحددون أوقات عملها بساعات محدودة، مشددا في هذا السياق على ضرورة أن يحرص المشرفون على هذه المرافق على المستوى الوطني على تمديد ساعات عمل المنشآت الترفيهية والثقافية إلى ساعات متأخرة من الليل وذلك نزولا عند رغبة الشباب ذاتهم. وأضاف في هذا الصدد بأن تعليماته لا تقتصر على ولاية باتنة أو ولايات دون أخرى، بل تمس كافة المصالح المعنية بالتنشيط الشباني على المستوى الوطني، قائلا بلهجة صارمة "من الآن فصاعدا ممنوع غلق أي مرفق في وجه الشباب". كما دعا الوزير الأول مديريات الشباب والرياضة على مستوى الولايات إلى حسن استغلال الهياكل الثقافية والرياضية، على غرار كرائها للجمعيات الشبانية والثقافية الراغبة في إحياء نشاطاتها الثقافية والفنية والرياضية، موضحا بأن الهدف الذي تتطلع إليه الدولة من خلال بناء هذه الهياكل هو تشجيع النشاط الشباني. ومرة أخرى، شكل موضوع الاعتناء بالشباب ودعمهم على مختلف الأصعدة، محور التعليمات التي ركز عليها الوزير الأول خلال زيارته الميدانية إلى ولاية باتنة، حيث دعا السيد سلال خلال معاينته لمشروع إنجاز وحدة إنتاج الجرارات الفلاحية لصاحبها "توفيق تريلر" إلى ضرورة استغلال المؤسسات المصغرة التي ينشئها الشباب في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أونساج" في عمليات تموين الوحدات الإنتاجية بقطع الغيار وذلك في إطار نشاط المناولة. وأشار إلى أنه بهذه الطريقة يستفيد أصحاب المشاريع ويستفيد الشباب من مرافقة وخبرة أصحاب المؤسسات الوطنية الناجحة، كما يستفيد الطرفان من الدعم والتشجيع المستمر من قبل الدولة، ملتزما أمام هذا المستثمر الخاص بحل مشكل الرسوم التي تعترض عمل الكثير من المتعاملين المنتجين، فيما تشجع في المقابل عمل الناشطين في مجال الاستيراد. وشمل برنامج زيارة الوزير الأول الذي كان مرفوقا بتسعة وزراء من الحكومة هم وزير الداخلية والجماعات المحلية، وزير النقل، وزير السكن والعمران، وزير الموارد المائية، وزير التربية الوطنية، وزير البيئة وتهيئة الإقليم والمدينة، وزير الطاقة والمناجم، وزير الأشغال العمومية ووزير الفلاحة والتنمية الريفية، معاينة مشروع القطب الحضري الجديد ومخطط شغل الأراضي بمنطقة حملة ببلدية وادي الشعبة، وهو المشروع الذي لم يرق إلى المستوى الحضاري المطلوب على حد تعبير السيد سلال، الذي عبر عن استيائه للتصميم الخاص بهذا القطب والذي أهمل الفضاء المحوري الذي يضم مساحات تتوسط البنايات. ورفض رئيس الجهاز التنفيذي استمرار إنجاز هذا القطب الحضري بتصميمه الخاطئ، مشددا على ضرورة وقف أشغاله وإعادة تصميمه من جديد. من جانب آخر، شدد الوزير الأول خلال زيارته لقطب "فسديس" الجامعي والذي يضم 22 ألف مقعد بيداغوجي تم استلام 7500 مقعدا منها لحد الآن، و12 ألف سرير جار إنجازها، على ضرورة تسليم كافة الهياكل المتبقية من هذا القطب خلال شهر سبتمبر المقبل. كما طالب بعد استماعه لانشغال أساتذة الجامعة حول تأخر استلام سكناتهم، بضرورة حل هذا المشكل خلال نفس الشهر، مبرزا أهمية تسليم كل السكنات التي انتهت أشغال إنجازها، حتى يتم تحديد المسؤوليات بخصوص التماطل الذي قد يحصل في توزيعها. وفضلا عن المشاريع المذكورة، فقد تضمن برنامج زيارة رئيس الجهاز التنفيذي إلى باتنة التوقف عند 12 محطة هامة في مسار دفع التمنية المحلية بهذه الولاية، ومنها مشروع القطب الحضري الصغير ب«فسديس" تجري به أشغال بناء 698 وحدة ما بين سكنات اجتماعية تساهمية وترقوية مدعمة، وكذا برنامج 40 سكنا موجها لامتصاص السكن الهش، مشروع مصنع للخزف، مشروع المحطة البرية للمسافرين، وكذا مشروع مركز معالجة السرطان ببلدية باتنة. كما أعطى إشارة انطلاق أشغال إنجاز الطريق الاجتنابي لمدينة باتنة، وعاين مشتلة ببلدية سريانة، حيث استعرض البرنامج الفلاحي الخاص بالولاية، قبل أن يختم زيارته الميدانية بعقد جلسة مع ممثلي المجتمع المدني بدار الثقافة للولاية، ويعلن خلالها عن تخصيص برنامج إضافي لولاية باتنة بقيمة 51 مليار دج، فيما كانت الولاية قد استفادت من 64 مليار دج في إطار البرنامج الخماسي للتنمية 2010 – 2014. مبعوث "المساء" إلى باتنة: م / بوسلان